- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة 21 أيلول/سبتمبر ليست وليدة المخابرات والسفارات ولكنها وليدة البنك الدولي
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الخميس 21 أيلول/سبتمبر الجاري خبراً بعنوان "الرئيس المشاط: ثورة الـ21 من سبتمبر يمنية الهوى والهوية ولم تولد في أقبية المخابرات أو دهاليز السفارات"، جاء فيه "ثورة يمنية الهوى والهوية، ووطنية الوجه واليد، ولا غرو في ذلك فهي تلك الثورة الخالدة التي لم تولد في أقبية المخابرات، ولا في دهاليز السفارات، وغرف الظلام والمؤامرات، وإنما جاءت من صميم الشعب اليمني العزيز، وتدفقت من رحم معاناته وأشواقه وتطلعاته، وهذا - لا شك - سر صمودها ونموها وما هي عليه اليوم من صلابة وثبات رغم كل الأهوال والتحديات التي داهمتها من لحظة ميلادها إلى هذا اليوم".
التعليق:
جاءت 21 أيلول/سبتمبر 2014م على إيقاع جرعة البنك الدولي التي فرضها على حكومة باسندوة في 30 حزيران/يونيو 2014م. والفاصل بينهما ثلاثة أشهر، تنقص لا تزيد.
لو كانت 21 أيلول/سبتمبر 2014م كما تقول، لأحنت على الكبير والصغير والفقير والعاثر وأسعدتهم وأحبوها، وللجأ إليهم الغريب واحتمى في ظلها، ولما لاقوا منها ما لاقوا خلال 9 سنوات عجاف.
ولأنها قامت على جرعة البنك الدولي فلن يجد الناس في ظلها الراحة. فليرجع الناس إلى مشاريع وبرامج البنك الدولي بشأن اليمن منذ العام 1995م بإدخاله برنامج الإصلاحات المالية والإدارية، ومع كل جرعة يحدثها برنامجه، فكانت ثورتكم لإسقاط جرعة حكومة باسندوة.
وسنطرح الأمور على بلاطة، هل أنتم قادرون على إعاشة الناس حياة كريمة كما وعدتم، بعيداً عن قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟!
ها هو جان بركنس الذي عمل لدى البنك الدولي يجيب عنكم في كتابيه "التاريخ السري للإمبراطورية الأمريكية"، و"التدمير الاقتصادي للأمم".
للأسف لم تختلف خطابات السياسيين الحاليين عن سابقيهم، يتحدثون في وادي والناس في وادٍ ثانٍ. فالناس يريدون تحسن أحوال معيشتهم، وإقامة العدل فيهم، وأن لا يروا فجأة رفقاءهم فقراء الأمس أغنياء اليوم! فلنذكركم إن نسيتم بأنكم خاطبتموهم بتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كواهلهم.
الشيء الذي أصبتم فيه، هو أن جميع ثورات العروش من خمسينات القرن الماضي وحتى اللحظة قد استغلت ضنك الناس ووعدتهم فلم توفهم، لأنها وُضعت وفق مخططات أجنبية غربية نجسة، ولم توضع وفق تصورات الناس الذين يعيشون الضنك.
ليس لأهل اليمن سوى ثورة واحدة حقيقية توصلهم إلى تطبيق الإسلام عليهم، فيسعدوا في الدنيا والآخرة، وإخراج النفوذ المتجذر فيها إلى غير رجعة؛ بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن