- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استمرار مسلسل الهجرة من أرض العراق في ظل حكم الرويبضات
الخبر:
احتل العراق المرتبة الثانية بعد سوريا في قائمة أكثر عشر دول عربية سجل مواطنوها أكبر عدد من اللجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي في سنة 2022.
وكشفت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء أن السنة السابقة شهدت تصاعداً في طلبات لجوء المواطنين العرب لدى دول الاتحاد الأوروبي، مبينة أن سوريا تصدرت طلبات اللجوء من الدول العربية ومن ثم العراق، حيث يبحث العراقيون في الدول التي هاجروا إليها عن فرصة حياة أفضل والعيش بأمان في ظل ما تعانيه البلاد من هيمنة الأحزاب السياسية والمليشيات المسلحة التي تتقاسم الموارد والمناصب والوظائف. (قناة الرافدين)
التعليق:
إن مما لا يخفى على ذي لب أن القائمين على الحكم في العراق لا يهمهم ولو بأي شكل من الأشكال ما يعاني منه أبناء هذا البلد من فقر وعازة، وسوء خدمات صحية وتعليمية، ومن انعدام فرص العمل، كون تلك الطغمة الحاكمة هي عبارة عن مجموعة من اللصوص مكنهم الكافر المستعمر من رقاب المسلمين بعد أن احتل بلادهم ونهب ثرواتهم، وكإجراء شكلي لذر الرماد في العيون، وليوهم العراقيين والعالم بأن العراق يحكمه أهله، أنتج لنا ما يسمى بالعملية السياسية، وبأن القائمين على الأمر في العراق هم خير من يمثل البلد وأبناءه، كونهم قد انتخبهم الشعب، وبمباركة المرجعيات الدينية التي لم يسجل لها أي موقف إيجابي في بيان أو إنكار مخططات الكافر المستعمر سوى بعض التعليقات التي لا قيمة لها، وبالتالي فإن كل من يقدح في شرعية هؤلاء يتهم بالرجعية والخروج عن القانون، وخير مثال على ذلك الطريقة التي تعامل بها النظام مع الشباب الثائر من قتل وخطف واعتقال وتغييب في المعتقلات، وهو ما دفع الآلاف من العراقيين للهروب من البلد على أمل الحصول على حياة كريمة.
إن مفهوم السياسة لدى تلك الفئة الحاكمة يختلف جذرياً عن مفهومها الشرعي، الذي هو رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، فإن رعاية شؤون الأمة داخلياً تكون بتنفيذ أحكام الإسلام الذي به تضمن الحياة الكريمة لأبناء هذه الأمة.
بل إن المشاهد المحسوس هو أن الفئة الحاكمة ارتضت أن تكون ألعوبة بيد الكافر المستعمر تنفذ أجندته بلا هوادة غير عابئة بأثر ذلك على الأمة، وغير مكترثين لأحاديث رسول الله ﷺ حين قال: «وَمَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ» وقوله ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». لذا فإن مثل هؤلاء لا يرتجى منهم خير، وما ازدياد أعداد المهاجرين إلا دلالة على ذلك.
أيها المسلمون في العراق: إن الواقع المرير الذي تعيشونه هو نتاج لقبولكم بالنظام الرأسمالي حاكما لكم، ولا خلاص لكم إلا بنبذ هذا النظام العفن والتبرؤ منه، والعمل مع المخلصين لإعادة تحكيم شرع الله الذي به ينال رضوان الله تعالى وبه تُفتح على هذه الأمة بركات من السماء والأرض، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مصطفى – ولاية العراق