- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اتّفاقيّةُ الأمم المتّحدة لمكافحة الجريمة المنظّمة عبر الوطنيّة جريمةٌ في حقّ الإنسانيّة
الخبر:
وقعت وزيرة العدل بحكومة الوحدة الوطنيّة اللّيبيّة حليمة إبراهيم مع نظيرها الإيطاليّ كارلو نورديو في مدينة باليرمو الإيطاليّة على اتّفاقية لتبادل السّجناء المحكومين بعقوبات سالبة للحرّيّة بين ليبيا وإيطاليا.
وحضر توقيع الاتّفاقيّة وزير الدّاخليّة اللّيبيّ لواء عماد الطّرابلسي على هامش مشاركة ليبيا في فعاليات المؤتمر الدّوليّ المنعقد في مدينة باليرمو الإيطالية لإحياء الذّكرى 20 لدخول اتّفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الجريمة المنظّمة عبر الوطنيّة حيز النّفاذ وذكر أنّ الاتّفاقيّة ستدخل حيّز التّنفيذ، بعد أن تتمّ الموافقة عليها من قبل البرلمان الإيطاليّ من خلال مشروع قانون تصديق محدّد.
التّعليق:
اعتُمدت "اتّفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الجريمة المنظّمة عبر الوطنيّة" وعُرضت للتّوقيع والتّصديق والانضمام بموجب القرار 25 للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الدّورة الخامسة والخمسون المؤرخ في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2000. ودخلت هذه الاتّفاقيّة حيّز التّنفيذ في 29 أيلول/سبتمبر 2003. انضمّت إليها ليبيا في 18 حزيران/يونيو 2004 وقد سبقتها تونس في المصادقة عليها بإصدار أمر عدد 2101 مؤرّخ في 23 أيلول/سبتمبر 2002.
أُلحق بهذه الاتّفاقيّة ثلاثة بروتوكولات تستهدف مجالات ومظاهر محدّدة للجريمة المنظّمة: بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتّجار بالأشخاص، وخاصّة النّساء والأطفال. وبروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البرّ والبحر والجوّ. وبروتوكول مكافحة صنع الأسلحة النّاريّة وأجزائها ومكوّناتها والذّخيرة والاتّجار بها بصورة غير مشروعة.
فملفّ الهجرة غير النّظاميّة ملفّ ساخن أشعل نيران الصّراع على مصالح الدّول الغربيّة ما دفعها لعقد المؤتمرات وإبرام الاتّفاقيّات وعرض المساعدات والخدمات لفرض الإملاءات والأجندات.
في لقاء تلفزيونيّ مباشر قال الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون إنّه بتنسيق أوروبّي سيعرض على تونس إرسال خبراء ومعدّات للمساعدة في تفكيك شبكات تهريب المهاجرين على السّواحل التّونسيّة، وأشار إلى أنّه سيعمل على إنجاح هذه المبادرة بدول العبور، مذكّرا بما قامت به فرنسا في ليبيا من خلال تدريب خفر السّواحل لإحباط محاولات الهجرة غير النّظاميّة.
الهجرة غير النّظاميّة تفضح دولا وحكومات عجزت عن رعاية شعوبها التي صارت تلقي بأرواح أبنائها وفلذات أكبادها في البحار فيركبون قوارب الموت علّهم يفوزون بالحياة في بلاد الغرب! ولكن ها هو الغرب قد كشّر عن أنيابه وصار يموّل الدّول التي يرتادها هؤلاء المهاجرون بالمعدّات لتقوم بتنفيذ ما يريد: توقيف هذه الهجرة والحدّ من عدد هؤلاء وإن بقتلهم وإغراقهم في البحار. "أصدرت "سي ووتش" مقطعا مصوّرا يظهر قارب خفر السّواحل يقترب من قارب المهاجرين وبعد ذلك يسقط معظم من كانوا على متن القارب الأخير في الماء. وقالت "سي ووتش"، التي تنفّذ عمليّات الإنقاذ وسط البحر المتوسّط، إنّ أفراد خفر السواحل كانوا يطاردون قارب المهاجرين المطّاطي منذ وقت مبكّر من صباح الجمعة قبل أن يصطدموا بجانبه". (آر تي عربي، 29/09/2023)
دول العبور هذه تقوم بقتل هؤلاء وإغراقهم، تلتزم ببنود الاتفاقيّة وترضي الغرب وهو بدوره يساعدها ويمدّ لها يد العون. (خلال مشاركتها في مؤتمر صحفيّ في فاليتا، أكّدت رئيسة الوزراء الإيطاليّة، جورجيا ميلوني، الجمعة 29 أيلول/سبتمبر 2023، أنّه سيتمّ صرف أوّل دفعة من مساعدات الاتّحاد الأوروبّي الموجّهة لتونس الأسبوع المقبل باعتبار أنّ تونس كما وصفتها ميلوني "نموذج يجب تعميمه مع دول شمال أفريقيا"). (وكالة نوفا الإيطالية للأنباء)
شباب تونس كغيره من الشّباب يحترق حزنا على ما آلت إليه الأوضاع في بلادهم، أحلامهم وآمالهم تلاشت، فقدوا الأمان والعيش الكريم وصاروا يبحثون عنهما وراء البحار وإن كان في ذلك كلّ الأهوال والأخطار. يفتقدون دولة ترعاهم وتوفّر لهم فرص العمل والنّجاح، لا دولة تضع يدها في يد الغرب لتقوم على رعاية شؤونه والسّهر على مصالحه وتأمينها والحفاظ عليها!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت