- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرياض تستقبل الغاصب بحميمية!
الخبر:
أعلنت صفحة وزارة خارجية كيان يهود على إكس، تويتر سابقا، توجه وزير اتصالات يهود شلومو كارعي، إلى عاصمة السعودية، الرياض، الاثنين.
وأوضحت الصفحة أن كارعي ذاهب إلى الرياض للمشاركة في مؤتمر البريد الدولي.
وكان وزير السياحة في كيان يهود، حاييم كاتس، وصل إلى الرياض، تزامناً مع تقارير حول محادثات لتطبيع العلاقات بين السعودية وكيان يهود.
وترأس كاتس وفد يهود إلى مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للسياحة الذي عُقد في الرياض، في يومي 27 و28 أيلول/سبتمبر، حسبما أفاد حساب "إسرائيل بالعربية".
ووصف كاتس، الاستقبال الذي تلقاه في الرياض، بالحميمي، الخميس، وشبّه التجول في شوارعها بالتجول في شوارع تل أبيب. (سي إن إن، 2 تشرين الأول 2023، بتصرف)
التعليق:
وقطع حاييم كاتس قول كل خطيب ومبرر ومفتر!
يتجول هذا الكافر المغتصب في شوارع الرياض بحميمية وأمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فلسطين أرض باركها الله، بل الأرض والكون كله ملك الله سبحانه، الذي خلقنا لعبادته، ثم إما إلى جنة أو إلى نار والعياذ بالله.
وأذكّر من يؤمن بالله، بقول العزيز الجبار: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
جاء في تفسير الإمام الطبري رحمه الله لهذه الآيات: "فتأويل الكلام إذاً: فترى، يا محمد، الذين في قلوبهم شكٌّ، ومرضُ إيمانٍ بنبوّتك وتصديق ما جئتهم به من عند ربك ﴿يُسَارِعُونَ فِيهِمْ﴾، يعني في اليهود والنصارى، ويعني بمسارعتهم فيهم: مسارعتهم في مُوالاتهم ومصانعتهم، ﴿يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾، يقول هؤلاء المنافقون: إنما نسارع في موالاة هؤلاء اليهود والنصارى، خوفاً من دائرة تدور علينا من عدوّنا". ا.هـ
أفلا يخشى من يعلن جهاراً نهاراً أن المقابل للتطبيع مع كيان يهود هو ضمان الحماية من أمريكا (يخشون أن تصيبهم دائرة!)، ألا يخشى أن يكون من أهل تلك الآيات من سورة المائدة؟!
ما يجري في المسارعة في التطبيع مع الكيان الغاصب لهو أمر جلل يثير الأسى والحزن والغيظ، ولكن ثمة بشريات تربط على القلوب.
فأولا: وقبل كل شيء وبعد كل شيء، هنالك آخرة؛ سيرى فيها الظالمون أي منقلب ينقلبون ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
ثانياً: إن أمة الإسلام موعودة بالنصر والغلبة، وإن فلسطين ستعود طاهرة مباركة كما كانت، وسيهزم جمع يهود وأعوانهم ويولّون الدبر، وسيملأ الرعب قلوبهم حتى يختبئ أحدهم خلف حجر يكشفه أكثر مما يخفيه! وصدق رسول الله ﷺ « لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ».
وثالثا: إن الواقع ينطق أن التطبيع مع الكيان الغاصب هو تطبيع أنظمة لا تطبيع شعوب. فذلك تصريح رئيس حكومة الكيان الشهير حينما قال إن "العقبة الكبرى أمام توسع السلام لا تعود إلى قادة الدول حولنا، وإنما إلى الرأي العام السائد في الشارع العربي"، وصدق وهو كذوب. وكما رُصد في موقع إكس، تصدّر 4 وسوم رافضة للتطبيع قوائم الترند في السعودية 27 أيلول/سبتمبر 2023، وغير ذلك من مؤشرات تكشف عن رسوخ قناعة المسلمين رفضهم للكيان الغاصب.
وأتساءل، إن كان التطبيع منكراً شرعاً، وإن كانت شعوب المسلمين رافضة له، وإن كان الكيان الغاصب إلى زوال، فمن تمثّل الأنظمة المطبعة؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ ولاية الكويت