- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حُكومةٌ منفوخةٌ، وسيادةٌ موهومة!
الخبر:
أصدر إعلام الحكومة العراقية بياناً رسمياً جاء فيه: إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حضر الأحد الماضي اجتماعاً ضمّ رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان، ومما جرى خلال الاجتماع بحث استعراض نتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثامنة والسبعين، والاهتمام الدولي بمشاركة العراق والإشادة بخطوات الحكومة العراقية في تعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بخطط وأهداف التنمية المستدامة، ودور العراق المحوري في تقريب وجهات النظر المختلفة بين دول المنطقة. كما أكدت الرئاسات ضرورة دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي. (جريدة الزمان، 2023/10/3)
التعليق:
جاء هذا الاجتماع بعد سلسلة زيارات ولقاءات أجراها رئيس وزراء العراق حظيت باهتمام دولي وتغطية إعلامية كبيرة من الإذاعات العالمية، وكأنّ الإدارة الأمريكية تريد إظهار حكومة العراق ذات سيادة وثقل سياسي، بينما لم تُحقق تلك الحكومة أبسط مُتطلبات الشعب وفشلت فشلاً ذريعاً في حلّ الأزمات التي تعهّدت بحلّها منذ أنّ تسنّمت زِمام السلطة.
ومما يجدر بالذكر أنّ الزيارة لم تقتصر على اللقاء بالمسؤولين السياسيين، بل حصلت اجتماعات مع شركات استثمارية متعددة الجنسيات، فكان من تلك اللقاءات لقاؤه باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)، كما التقى برؤساء وممثلي شركات جنرال إلكتريك ومجموعة هانيويل التكنولوجية المتعددة الجنسيات وشركة كوفينكن للمحاماة الأمريكية. فضلاً عن لقائه في ندوة حوارية مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية بحضور رجال أعمال ومستثمرين.
وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط وهي تنقل خبر زيارة السوداني لنيويورك ما مفاده: "...وكان السوداني قد ترك أزمة الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي مستفحلة خلفه، حيث سجل الدولار ارتفاعاً جديداً مقابل الدينار الأمر الذي زاد من انتقاد الخصوم، واضطرار المؤيدين إلى الصمت بانتظار ما يمكن أن يأتي من فرج من هناك. وطبقاً للبيان الذي صدر عقب اللقاء فإن أمريكا أيدت إجراءات السوداني الإصلاحية في القطاعين المالي والاقتصادي". (الشرق الأوسط 2023/9/23).
فضلاً عن تأخر الميزانية، والتلكؤ في إعطاء مُستحقات شرائح كبيرة من المجتمع، ناهيك عن عدم استتباب الأمن في البلاد، وغير ذلك من الأزمات والمصائب التي تطال أبناء البلد على الدوام.
فَبخصوص أيّ استثمارات يجتمع السوداني وهو لا يقوى على حلّ أبسط إشكالات البلد الذي غطّاه الفساد والمفسدون وعمّه الظلم والظلمات في كل مؤسساته وجنباته؟! وأيّ أهميّة لهذه الزيارة يتحدّث الإعلام عنها ويبرزها للناس على أنّ للعراق سيادته وكلمته بينما تفتقر الناس فيه لأبسط مقومات الحياة؟! فضلاً عن انتهاك العديد من دول الغرب لأرض ومقدّرات العراق بغير رقيب أو حسيب؟!
فلن يُغطّي الإعلامُ فساد الحكومات مهما لمّع وحرّف، فالأمّة باتت لا تثق بحكومات العمالة بعد أن لُدغت منها لدغات ولدغات.
فيا أمّة الخير، يا خير أمّةٍ أُخرجت للناس: أليس فيما جرى عليكم موعظة لكم؟! ألم يبِن لكم الباطل فتجتنبوه وتجتبنوا مساندته؟! ألم يظهر لكم الحقّ فتلتفّوا حَولَه؟! أما آن لكم أنْ تركنوا إلى الحقّ فتنصروه وتقيموا عدل الله في الأرض؟! أما علمتم أنّ ضنك العيش لن يفارقكم ما دُمتم في بُعدٍ عن منهج المولى تبارك وتعالى؟!
قال جلّ مِن قائل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ وقال تبارك وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾.
فإلى الحياة الطيّبة التي وعدكم الله فاعملوا، عسى ربّكم أن يرحمكم ويُعيدكم أعزّ الأمم، إنّه وليّ النصر ونِعم الوكيل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا