- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
موتوا جوعا ليعيش السيسي!
الخبر:
قبل نحو شهرين من انتخابات رئاسية مرتقبة، استعرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما عدّه "إنجازات" تحققت منذ توليه الحكم عام 2014، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من العمل الذي قام به كان هدفه "استعادة الثقة لدى المصريين، وهو الأمر الذي يحاول المخربون الآن التشكيك فيه"، لافتا إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة "استهدف تجميع المصريين على قلب رجل واحد". وفي السياق نفسه، استنكر السيسي انتقادات البعض لاستمرار مشروعات بناء المدن والطرق الجديدة، رغم الارتفاع اللافت في أسعار السلع الغذائية ومعاناة البلاد من التضخم، قائلا: "إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنها الجوع والحرمان، فلنفعل ذلك"، مضيفا: "احذروا يا مصريين أن تقولوا: نأكل أحسن... فلو كان ثمن ازدهار الأمة هو أنها لا تأكل أو تشرب، فلا نأكل أو نشرب"، وموضحا: "نريد أن يكون لدينا مكان على الخريطة في دولة 95 في المائة منها أرض صحراء".
التعليق:
يُحكى أن رئيسا لا يكفيه أنه نصّب نفسه غصبا على شعبه بل دعاهم ليموتوا جوعا حتى تنمو خزائنه. هذا ما رواه السيسي خلال مؤتمر "حكاية وطن" المنعقد على مدار أيام في العاصمة الإدارية الجديدة. ولا تختلف هذه الهرتلة عن سابقاتها التي قالها سنة 2018، في واحدة منها إبان الانتخابات الرئاسية "سنأكل من جوعنا ونشرب من عطشنا ونصبر حتى يعجز الصبر عن صبرنا".
أهذه هي البشائر التي تعد بها رعيتك يا سيسي خلال ولايتك القادمة بعد عشريّة سوداء؟! أي مصائب ما زلت لم تجلبها للشعب المصري؟! قمع أمني وفقر مدقع وإلغاء لكافة أشكال الدعم الحكومي وغلاء جنوني للأسعار وتعويم للجنيه المصري وقروض بلا حساب من صندوق النقد الدولي وتدمير للزراعة وإهدار للمياه؛ ومن ثم تتحدث بوقاحة عن أرض صحراء! حرمت شعبك من أمنه الغذائي والمجتمعي والاقتصادي وما زلت تعدهم بقادم أمرّ، بل وتريد منهم عدم إثارة البلبلة أو التفكير بالتمرد بل الرضا بما أنزلته بهم! أي مكر وأي دجل في التأويل تمارسه تحت مرأى ومسمع شيخ الأزهر الجالس بجانبك والمكتفي بالتأييد برأسه؟! أي نموّ وازدهار تريد بلوغه وأنت لم توفر المقوّمات الأساسية للعيش الكريم؟! عن أي نهضة تتحدث والمرء في أرضه مُهان؟! يا أهلنا في مصر، إن السيسي يعدكم الفقر ولا مغيث لكم سوى شرع الله. وقد قال الماوردي: "اعلم أن ما به تصلح الدنيا حتى تصير أحوالها منتظمة وأمورها ملتئمة ستة أشياء في قواعدها وإن تفرعت وهي: دينٌ متبع وسلطان قاهر وعدل شامل وأمنٌ عام وخصبٌ دائم وأمل فسيح".
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش