- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إما النصر وإما الشهادة
الخبر:
ارتكب جيش الاحتلال (الإسرائيلي) مجزرة جديدة في اليوم الـ11 من حربه على غزة بقصف مستشفى المعمداني، مخلفا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين. (الجزيرة نت)
التعليق:
إن الهجوم والقصف المتواصل للاحتلال على غزة خلّف حتى الآن أكثر من 3000 شهيد و12 ألفاً و500 جريح أغلبيتهم أطفال ونساء، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب وعسقلان ضمن عمليتها طوفان الأقصى. إن فلسطين هي نبض الأمة، وقضيتها لا تهم الفلسطينيين وحسب، بل تهم كل مسلم في جميع بقاع الأرض.
ما يحدث اليوم حقيقة هو المسمار الأول في نعش كيان يهود، فقد تم فيه كسر كل ما بني فيه من عظمة هذا الجيش وقوته ومناعته.
أصبح كيان يهود أسطورة لا أصل لها في نفوس يهود أنفسهم، وذلك بعدم ثقة مواطنيه بالدولة وقدرتها مقابل مجموعة صغيرة في العدد والعتاد بالمقارنة مع الكيان، ومع ذلك نجد هروب عدد كبير من يهود، وعلى النقيض فإن أهل فلسطين في غزة ورغم كل هذا الهجوم العنيف ما زالوا صامدين ولم يغادروا منازلهم، بل يعيشون مع هذا القصف بصمود منقطع النظير، ناهيك عن ردود المواطنين حول هذا القصف بالصمود والثبات في الأرض، فهذا هو الشعب المسلم، هذا هو صاحب الأرض الذي لا يتخلى عن بيته وأرضه.
إن هذا الكيان الهش لا يدوم لولا الدعم الدولي المطلق، والحواجز التي يفرضها حكام الظل الذين يعتبرون الحامي الحقيقي لهذا الكيان. فحتى ما قبل هذه المجزرة المروعة التي خلفت 500 شهيد في لحظات لم نسمع من أي حاكم المطالبة بوقف إطلاق النار، بل كل حديثهم كان عن تبادل الأسرى أو محاولة إدخال مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن الأمة اليوم تثور وتغلي، ويجب أن يترجم هذا بالتحرك ضد حكامها، وأن تفتح الحدود وتتحرك الجيوش التي للأسف تحمي عروش هؤلاء الحكام.
يجب على قادة الجيوش وجميع أفرادها من ضباط، وعناصر وجنود، التحرك لحماية هذا الشعب وتحرير فلسطين كاملة، وإخراج هذا الكيان المسخ من أرض المسلمين، فإن تحرك الأمة اليوم يعبر عن تعطشها إلى استعادة عزها المسلوب.
وأنتم مكلفون بهذا العمل، ومسؤولون عنه ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا﴾، وبإمكانكم تحريك هذه الجيوش، ومن خلفكم أمة متعطشة لنيل عزها واستعادة حقوقها.
يجب على الأمة أن لا تقف عند حدود ما يسمح لها بالتنفيس عن غضبها فقط، بل يجب الضغط على الحكومات لتثبت أنها في صفهم، وأن ما يحدث يعنيهم كما يعني هذه الجموع، ويطالبوهم بتحريك الجيوش، أو سوف يشهد التاريخ أن هؤلاء هم الخونة الحقيقيون، فإن كان كذلك، وهم كذلك للأسف، فلا مجال لقبول أن يحكمنا خائن، وقد ثبتت خيانته لعامة الناس، فمن يقبل أن يقتل أي مسلم أو مظلوم دون نصره، فإنه يقبل بقتلكم لأجل منصبه أو ما يحصل عليه من فتات هذه الدنيا!
أيها المسلمون في جميع بقاع الأرض: اليوم هو يوم تحريك الجيوش، ونفض غبار الذل فإننا لن ننتصر إلا بالتمسك بالعروة الوثقى، وهي بين أيدينا ونحكم بها العالم ونعيد لهذا العالم أمنه، وسلمه وطمأنينته التي سلبت منذ أن اعتلت الرأسمالية حكم العالم.
إن بزوغ فجر الإسلام قد اقترب جدا بإذن الله، فكونوا ممن يستخلفون، ولا تكونوا ممن يستبدلون، وكونوا سعد وخالد هذه الأمة وحققوا وعد الله تعالى بالاستخلاف، حيث قال في كتابه العزيز: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم