السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إنها ليست مسألة إمكانيات، إنها مسألة إيمان أيها الحكام!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

قال أردوغان عن هجوم حماس على كيان يهود المحتل الغاصب: "القضية الفلسطينية هي أصل كل المشاكل في منطقتنا اليوم. من غير الممكن أن يأتي السلام الدائم إلى الشرق الأوسط إلاّ من خلال التوصل إلى حل نهائي للمشكلة الفلسطينية (الإسرائيلية). وكما قلنا دائما، من المهم للغاية الحفاظ على منظور حلّ الدولتين". وقال إن "تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السلامة الجغرافية على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس هو حاجة لم يعد من الممكن تأجيلها".

 

التعليق:

 

في فلسطين، نفذ المجاهدون هجمات صاروخية ضد كيان يهود الغاصب في عملية أطلقوا عليها اسم "طوفان الأقصى". وكان على كيان يهود الغاصب، الذي كان عاجزاً أمام هذه الهجمات، أن يتخذ موقفاً استثنائياً ويستدعي جنوده الاحتياطيين للخدمة. وما يجعل وجود كيان يهود المغتصب مثيراً للقلق إلى هذا الحد ليس سوى قوة ثلة من المسلمين.

 

منذ عام 1948، عندما احتل كيان يهود المحتل الغاصب الأراضي المباركة، ارتكب كل أنواع الفظائع، مستمداً شجاعته من جبن الحكومات العربية وصمت الحكام في تركيا وغيرها من البلاد الإسلامية. إن كيان يهود الإرهابي الذي يذبح المسلمين في كل فرصة، أصبح يائساً في مواجهة اعتداءات المسلمين هذه المرة وأوشك على الهروب. ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ اِلَّٓا اَذًى وَاِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْاَدْبَارَ۠ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾.

 

لقد أظهرت هذه العملية الأخيرة مرةً أخرى للعالم أجمع مدى عجز وجبن البالون المتضخّم الذي يعيشه كيان يهود الذي يحتمي منذ عقود طويلة تحت خيانة الأنظمة العربية. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثلة من المسلمين المخلصين الذين لديهم مجموعة محدودة للغاية من الإمكانيات قد أظهروا مرةً أخرى أن القضية ليست مسألة إمكانيات، بل مسألة إيمان من خلال الاعتماد على الله سبحانه. بمعنى آخر، إذا كان هناك إيمان، فهناك أيضاً إمكانية.

 

مباشرة بعد هذه الهجمات، دعا الرئيس أردوغان، الذي يريد أن يبدو لطيفا للكفار، وخاصة لأمريكا، الأطراف إلى اليقظة، في تصريحات متتالية. وتابع أردوغان معبراً عن أن تركيا مستعدة لوقف الصراعات في أسرع وقت ممكن، وبذل كل ما في وسعها لتقليل التوتر الذي تصاعد مع الأحداث الأخيرة، ويجب على جميع الجهات الفاعلة التي لها رأي في المنطقة المساهمة بإخلاص للدعوة إلى السلام. وتابع أردوغان أن القضية الفلسطينية هي أصل كل المشاكل في المنطقة، وستتطلع المنطقة إلى السلام ما لم يتم حلّ هذه القضية بشكل عادل.

 

عندما ينشر يهود، الشعب الملعون بلسان أنبيائهم، الفساد في الأرض المباركة منذ سنوات، ويدنّسون المسجد الأقصى، ويذبحون إخواننا الفلسطينيين، فعن أي عدالة يتحدث أردوغان؟! كما أن أصل المشكلة ليست القضية الفلسطينية، بل وجود الاحتلال اليهودي في الأراضي المباركة. ولن تنتهي المشكلة ما لم تتم إزالة هذه الخلية السرطانية والتخلص منها من تلك التربة. مرةً أخرى، إحدى القضايا الرئيسية هي جبن وخيانة الحكام القابعين على رأس الأمة. لقد خدع هؤلاء الحكام المسلمين لسنوات بقولهم إن المسجد الأقصى هو خطنا الأحمر منذ سنوات. وصافحوا أيدي ممثلي كيان يهود الغاصب الملطخة بالدماء وأشادوا بقسوتهم. لقد ضحوا بقيم المسلمين من أجل السياسة، هذه هي المشاكل الحقيقية.

 

ومع ذلك، كان ينبغي على أردوغان أن يقدم الدعم الفعلي لهذه العمليات. ورغم أنه أتيحت له فرصة إرسال جيوشه وفرصة تاريخية أمامه، إلاّ أنه للأسف لم يخط خطوة أبعد من الإدانة، كما كان يفعل دائماً. بل على العكس من ذلك، دعا الطرفين إلى تنفيذ حلّ الدولتين، وهو المخطط الأمريكي الخبيث، وهو تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها "المستقلة" القدس على أساس حدود 1967 التي تشرعن الوجود اليهودي في الأرض المباركة. وفي كل الأحوال، لا يمكن أن نتوقع من الحكام الذين يرتدون هذا الثوب المهين أن يحشدوا الجيوش لتحرير الأقصى من براثن كيان يهود الغاصب. بل على العكس من ذلك، فهم ينضمون إلى قافلة الخيانة من خلال الدخول في علاقات جيدة مع هذا الكيان غير الشرعي تحت اسم التطبيع. فهم كل يوم، وكل ساعة تمر، وكل دقيقة تمر، يضيفون خطوات جديدة إلى خطوات الخيانة هذه.

 

ولذلك فإن القدس والمسجد الأقصى لن يستطيعا نيل الحرية أبداً مع رسائل الإدانة التي يصدرها هؤلاء الحكام الجبناء والإعلانات الختامية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تتضمن الإدانة، والتي تشير إلى قرارات الأمم المتحدة، بدلاً من أن يسندوا ظهورهم إلى الله وإلى هذه الأمة الكريمة.

 

إن الذي سيحرّر المسجد الأقصى ويضع حدا لهذا الاضطهاد، وينقذ المسجد من الكفار القذرين، ويقتلع كيان يهود المحتل الغاصب من هذه الأراضي المباركة، ويحشد جيوشه، ليس هو، في كلمة واحدة، إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يلماز شيلك

 

 

آخر تعديل علىالخميس, 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع