الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما بعد غزة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما بعد غزة!

 

 

الخبر:

 

أحداث الحرب على غزة. (2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023م)

 

التعليق:

 

ستنتهي هذه الجولة من الحرب على غزة بشكل أو بآخر، ولكن من المؤكد أن آثارها الاستراتيجية والسياسية والنفسية والفكرية ستكون كبيرة.

 

وهكذا حدث كبير ستُسكب فيه الأحبار وتسطّر فيه المقالات والمطوّلات، وحُقّ له ذلك.

 

ولكن بشكل خاطف أقول إن ثمة حقائق سياسية كشفت عن رأسها في هذه الحرب بشكل فاقع، ومن لم يعد يراها أو يعتبرها فليشك في عقله! حقائق تُشكّل الأرضية التي حصلت فيها هذه المجازر القائمة والحروب التي سبقتها.

 

أولى هذه الحقائق هو مواقف الأنظمة التي تحكم المسلمين، والتي تراوحت بين الخذلان والخيانة؛ فنظام يمنع الوقود والغذاء والماء عن أهل غزة المحاصرين الذين يتعرضون لأبشع حرب عرفها التاريخ المعاصر! ونظام آخر يفتح أجواء بلده لإمداد الكيان الغاصب بالعتاد! ونظام امتهن الصراخ والتغريد في تويتر! وآخر انشغل بحفلات الفحش والمجون! والجميع ملتزم بإشارات المرور الأمريكية والشرعة الدولية المزعومة، وأن لا سبيل لحل قضية فلسطين إلا بحل الدولتين!

 

أما سلطة أوسلو، فتصر على التخابر العلني، ومن ذلك ما كشفه حديث القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق لقناة الجزيرة أن "سلطة رام الله ودول عربية تطالب الغربيين بالقضاء على حماس. بل إن غزة تُقصف بقذائف أتت من دول عربية". وهذا ليس بجديد عليها، ففي حرب سابقة على غزة (كانون الأول/ديسمبر 2008) ذكر الناطق باسم حماس فوزي برهوم أن رئيس السلطة محمود عباس سعى لتقديم معلومات عن مواقع الحركة السرية في غزة إلى كيان يهود!

 

ولا أظن أن إطالة الحديث، اليوم، في بيان الخيانات والخذلان سيضيف الشيء الكثير للقارئ، فالأمر صار واضحاً كالشمس في رابعة النهار.

 

أما ثانية الحقائق فهي هذا المجتمع الدولى المزعوم؛ مجتمع تترأسه أمريكا وتشرك معها بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ويا للهول، ويا لبؤس البشرية تحت ظل هيمنة أبالسة الإنس أولئك. أمريكا أعلنت بصراحة وعلى لسان رئيسها أنه "لو لم تكن (إسرائيل) موجودة لتوجّب علينا إيجادها". والدعم الرسمي الذي تلقاه الكيان الغاصب من الغرب على مستويات عدة لا تخطؤه العين.

 

أما ثالثة الحقائق، فذلك القيد الذي حصر حركة شعوب الأمة الإسلامية، كلٌّ في بلده؛ يقاطع ويتظاهر ويصرخ ويتبرع... وأعني قيد الحدود الوطنية التي مزقت الأمة أيادي سبأ!

 

هذه الحقائق الثلاث يجب أن يعض عليها المسلم بالنواجذ، وأن تكون وِرده اليومي في النقاش والنقض بل واللعن. فلا يأتينّ سياسي بعد كل هذه المجازر والدماء الطاهرة المسفوكة فيطالب المجتمع الدولي أن يفعل كذا وكذا، أو يصر على حصر قضية فلسطين في حدود غزة والضفة بعيداً عن الامتداد السياسي والعسكري لأمة المليارين، أو يقبل ويراهن على أنظمة قال الله سبحانه وتعالى في حقها: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾. التفكير والعمل ضمن حدود هذه الأرضية خيانة وبلاهة وتقديم غزة لمحرقة جديدة، لا سمح الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع