الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؟!

 

 

الخبر:

 

خطاب المدعو حسن نصر الله الذي يتزعم منصب الأمين العام للحزب المسمى حزب الله في يوم الجمعة 2023/11/3م.

 

التعليق:

 

لقد كان أحرى بأبناء الأمة الإسلامية أن لا ينخدعوا بأقوال السفهاء ولا يركنوا إلى أقوالهم، وفي الآيات الأولى من سورة الصف ما يكسبهم المناعة من الوقوع تحت تأثير أقوال السفهاء، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾؛ قاعدة سياسية تُسلِّط الضوء على حقيقة الأدعياء الذين يَدَّعون في الإسلام قولاً ثم يقعدون عن قولهم أو ينكثون عما قالوا في كل مرَّة!!

 

فالأقوال في نظر الإسلام إن لم تتبعها أفعال فإن ثمة أمراً خطيراً يتسبب في إحداث فجوات في المجتمع المسلم؛ وبالتالي فقد استحق هذا الصنف من الناس مقت الله عليهم "جزاءً وفاقا"، وهو سبحانه الخبير بعباده، وفي هذا البيان تعليم للمسلمين بأن يكونوا على يقظة من هذا الصنف من الناس؛ كي لا يُلدَغوا من جحر مرتين! وهو الأمر الذي يكسبهم المناعة من الوقوع تحت تأثير أقوال هؤلاء المضللين الذين يَدَّعون القول كذبا وزورا!

 

أمَّا إذا كانت الأفعال تتناقض مع الأقوال فإن المسألة تكون حينئذ واضحة من أساسها، ولا ينبغي للمؤمن أن يُلدغ ولو لِمَرَّة واحدة!

 

وقد كانت أقوال زعيم حزب إيران في لبنان نموذجاً معاصراً يجسد ذلك الصنف من الأدعياء الذين لطالما ضجت مسامع المسلمين بأقوالهم، وأبرزها قضية الأقصى الذي ضجت بها خطابات حسن بأقوال دون أفعال جادة لنصرة هذه القضية، وليس هذا فحسب، فقد تجاوز خطر هذا الدعي إلى ما هو أدهى وأخطر، فأصبحت أفعاله تتناقض مع أقواله، ولا أقول هذا فقط بناءً على خطابه الأخير الذي نطقت به شفتاه في يوم الجمعة الموافق 2023/11/3م، وهو الخطاب الذي كشف مضمونه عن رغبته في عدم مشاركته في القتال في فلسطين، وهو بهذا القول لا شك أنه لا يجهل القصد في طمأنته لظهر كيان يهود كي يخفف عن هذا الكيان التوتر الذي يحول دون إنجاز أهدافه عند مواجهة المجاهدين في غزة الصمود!

 

وليس غريبا هذا الظن الذي نظنه بحسن! فقد تجاوز الأمر قطع الظن باليقين في كل مرَّة، فقد كان أول المباركين لتطبيع الحدود بين لبنان وكيان يهود، التي جرى ترسيمها مؤخراً بمباركة أمريكية!

 

لقد كان واجباً على حسن نصر الله الذي يدَّعي في أقواله النضال ضد كيان يهود الغاصبين لأرض الله المباركة فلسطين، كان ينبغي على هذا الدعي الذي يملك من القوة والسلاح والعتاد والعدة أن لا يقبل بهذا الترسيم ويصد عنه صدودا؛ فأنى لِمن يَدَّعي الإيمان أن يقبل بمثل هكذا ترسيم يعطي شرعية التطبيع مع كيان يهود؟!

 

وليس هذا فحسب، فقد أراد، في خطابه الأخير في 2023/11/3م، أن يقزم قضية الأقصى بقوله: "إن عملية طوفان الأقصى معركة فلسطينية"، وهكذا أظهر ما يسمى "محور المقاومة" موقف التنصل من مسؤولية العمل الجاد لتحرير فلسطين من أيادي يهود الغاصبين؛ ولقد تبين أن الفقاعات من أفعالهم التي يسعى الإعلام المأجور لتضخيمها ليست إلا فقاعات لذر الرماد في عيون أبناء الأمة الإسلامية، وهذا هو كذلك شأن كل الحكام الخونة في بلاد المسلمين الذين لطالما كانوا حراسا ليهود الغاصبين!

 

لقد آن الأوان لإسقاط عروش هؤلاء الحكام والقادة الخونة، وإن وعد الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة الموعودة على أنقاض هذا الملك الجبري قريب بإذن الله، ولقد باتت قاب قوسين أو أدنى، حيث قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

وهذه رسالة عاجلة إلى قادة جيوش الأمة الإسلامية العظيمة، إن عظمة الرجال في سمو غاياتهم، وأي غاية أعظم من نوال رضوان الله، وأي قيمة أعظم من قيمة العمل الذي تقومون به لأجل إعلاء كلمة الله ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين وعلى رأسها قضية تحرير بلاد الأقصى وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟! قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

وإن في هذا لذكرى لمن كان له قلب أن يظفر بشرف المكانة التي صنعها سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز لموته عرش الرحمن، وقد كان حرياً بكم أن تنظروا في سيرة رسول الله ﷺ لتعلموا ما صنع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير قادة الأنصار رضوان الله عليهم! إن حزب التحرير يعمل بينكم ومعكم ليقودكم لهذا الشرف العظيم، فإن تتولوا، فعسى الله أن يمُنَّ على الأمة الإسلامية برجال غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم، إنه على ما يشاء قدير.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي راجح – ولاية اليمن

 

آخر تعديل علىالجمعة, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع