الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بينما اليهود يَذبحون، الحكّام ينظمون مسيرات!

بسم الله الرحمن الرحيم

بينما اليهود يَذبحون، الحكّام ينظمون مسيرات!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

نظّمت مسيرة فلسطين الكبرى في إسطنبول للفت الانتباه إلى هجمات كيان يهود ودعم قضية فلسطين. ففي يوم السبت 28 تشرين الأول/أكتوبر، نظمت مسيرة فلسطين الكبرى في مطار (أتاتورك) بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، فضلا عن قيادات سياسية وأعضاء المنظمات غير الحكومية وعدد كبير من المواطنين. (نيوز7، 2023/10/30)

 

التعليق:

 

إن كيان يهود، الذي هُزم بشكل كبير جرّاء طوفان الأقصى، يواصل مجازره الوحشية ضدّ غزة دون هوادة. وعلى الرغم من كل أنواع الدعم من أمريكا وأوروبا، فإن كيان يهود الذي لم يتمكن من تحقيق أي نجاح عسكري ضد المجاهدين، يذبح الصّغار والأطفال والنساء بشدة، ويقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والأماكن العامة بأشد الأسلحة. وتجري الاحتجاجات في كل البلاد الإسلامية وحتى في أنحاء كثيرة من العالم ضد همجية كيان يهود. وبينما تقول التجمعات في الدول غير الإسلامية إن كيان يهود ارتكب جريمة ضد الإنسانية ويطالبون المجتمع الدولي بوقفها، فإن الشعوب المسلمة تطالب حكامها باتخاذ خطوات ملموسة ضد ابتزاز وإرهاب يهود، وتعبئة جيوش الأمة، مع الشعور بأن هذه الحرب هي حرب ضد الإسلام.

 

وفي تركيا انطلقت دعوات في المساجد والساحات وأمام السفارات والقنصليات للمسؤولين لإرسال الجيوش إلى الأقصى. لكن الغريب في الأمر، أنهم غير مهتمين بوجود قوة وسلطة ومسؤولين تنفيذيين يجب أن يتخذوا خطوات ملموسة في مواجهة مطالب الشعب هذه، فنظموا مسيرة في إسطنبول لدعم ما يسمى بالقضية الفلسطينية. ولم يتردّد الرئيس أردوغان، الذي اتهم كيان يهود بالتصرف كإرهابي، لم يتردد من الاستهزاء بعقول الناس من خلال التصرف كممثل لمنظمة غير حكومية. وبينما كان شعب تركيا ينظم مسيرات لحشد الجيش، رد أردوغان على المسيرات بمسيرة حاشدة لتخفيف غضب الناس.

 

العديد من المسلمين الذين حضروا المسيرة غادروها عندما أدركوا أنه لن يتم الخروج بأي شيء ملموس لإنهاء اضطهاد كيان يهود. ولم تخرج خطوات ملموسة ولا قرارات من المسيرة التي حضرها 1.5 مليون شخص. ولم تُسمع كلمة واحدة، ولم تُسمع صرخة واحدة تخفف معاناة الأمهات الثكالى في غزّة والأطفال الباكين.

 

كما ردد بعض المشاركين في المسيرة شعارات "الجيوش إلى غزة" لتذكير أردوغان الذي يتولى منصب القائد الأعلى بواجبه، لكن أردوغان تجاهل صوتهم. وقال أردوغان في المسيرة إنهم يدافعون عن غزة. وقال: "يجب أن نخرج من هذا الاجتماع بتصميم على عدم السماح لسكان غزة الجدد بالنزوح مرة أخرى". وقال إن تركيا دولة كبيرة جداً عابرة للحدود. وتحدث عن صراع السلطان عبد الحميد مع الصهاينة بينما قام بتوسيع الأراضي المحتلة. ثم قال إنه يشعر بالأسف على المدنيين الذين قتلوا على أراضي (إسرائيل)، دون أي خجل. وفي نهاية المسيرة فإن كون مصطفى كمال الذي قاد الاحتلال البريطاني للقدس بالانسحاب من الجبهة السورية وإلغاء الخلافة ومهد لقيام كيان يهود، حظي باحترام أردوغان، هو دليل على أن فلسطين ليست هي مشكلة أردوغان.

 

وبالتالي تكون النتيجة؛ الإحباط مرة أخرى، والذل مرة أخرى، والخضوع مرة أخرى!

 

"مسيرة فلسطين الكبرى" لم تنفع غزة أو أهل فلسطين على الإطلاق. ويستمر قصف غزة مرة أخرى، ويستمر ذبح إخواننا المسلمين مرة أخرى. وحتى بعد يوم واحد من إعلان أردوغان، قصف كيان يهود مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني! علاوة على ذلك، ورغم أن تركيا أبلغت "إسرائيل" بإحداثيات المستشفى مسبقاً... فإن إدارة أردوغان لم تفعل شيئاً سوى الإدلاء ببيان إدانة ضعيف في مواجهة هذا الاستهتار. إن مسألة تطهير أرض الأقصى المبارك من يهود ليست مسألة إمكانية، بل هي مسألة إيمان، إنها مسألة إرادة وليست ظرفية.

 

الحقيقة أن غزة والقدس والمسجد الأقصى وفلسطين برمتها لن ينقذها حكام مثل أردوغان الذين يتحدثون ويقيمون تظاهرات حاشدة في الساحات ويضمنون الأمن علناً لكيان يهود الغاصب. إن الأراضي الفلسطينية لن تطهرها من الاحتلال الأنظمة العربية الخائنة التي تشكل قبة حديدية لكيان يهود. فالأنظمة الدكتاتورية والديمقراطية المتحالفة مع أمريكا والغرب، والحكام الموالون للكفار على رأس هذه الدول لا يستطيعوا محو كيان يهود من الخريطة.

 

فقط قائد قوي مثل عمر رضي الله عنه هو من سينقذ الأقصى ويفتحها مرةً أخرى. ومرةً أخرى لن ينقذ الأقصى إلا تكرار هذه السيرة مثل صلاح الدين، الذي قرأ هذه الآيات لأول مرة في الأقصى بعد تحريره: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

 

لن تنقذ فلسطين إلا بقادة مثل عبد الحميد الثاني الذي ردّ على من أراد شراء قطعة أرض من فلسطين قائلاً: "فلسطين ليست ملك يميني. بل هي ملك شعبي الذي رواها بدمائه".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

 

آخر تعديل علىالجمعة, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع