الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتهى عهد الشعارات العابرة للقارات  فهذا زمن الفعل والإنجاز

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  

انتهى عهد الشعارات العابرة للقارات

فهذا زمن الفعل والإنجاز

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد، أن موقف بلاده من التطبيع مع (إسرائيل) "ثابت برفضه"، واصفا التفكير به بأنه "تعبير عن الانهزامية". جاء ذلك وفق كلمة مصورة للرئيس التونسي، الجمعة 2023/11/03، بثها التلفزيون الرسمي للبلاد، وتابعها مراسل الأناضول.

 

وقال سعيد: "الموقف التونسي من التطبيع ثابت برفضه، ولا توجد في قاموسي كلمة تطبيع، والتفكير بهذه الطريقة تعبير على الانهزامية، ولا يمكن أن يكون فكر المقاوم والفدائي بهذا الشكل".

 

وأضاف: "الخوض في ذلك الآن ليس منطقيا، لأننا في لحظات تاريخية يواجه فيها الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم، بعزيمة الفدائي المقاوم، وهي نفس العزيمة التي نتقاسمها معه، لأننا لا نرضى إلا بالنصر أو الاستشهاد"، وفق تعبيره.

 

وأشار الرئيس التونسي إلى أن بلاده "لا تمتلك الصواريخ العابرة للقارات، لكنها تمتلك المواقف العابرة للقارات، ولا تقبل المساومة". (وكالة الأناضول)

 

التعليق:

 

إن قضية فلسطين، هي قضية المسلمين جميعا، وهي ليست قضية فلسطينية وطنية تُختزل في صراع فلسطيني (إسرائيلي) على قطعة أرض، ولا قضية قومية تختزل في صراع عربي صهيوني يُقصي نظام الإسلام من الوجود، إنما هي قضية صراع بين إسلام وكفر لا يقبل الحلول الوسطى. حيث عمدت قوى الكفر بداية القرن الماضي، إلى زرع كيان يهود في أرض الإسراء والمعراج ليكون خنجرا مسموما في خاصرة الأمة وقاعدة متقدمة للغرب في بلاد الإسلام بل في قلب العالم الإسلامي النابض (فلسطين)، وذلك لضمان عدم وحدة المسلمين على أساس عقيدتهم ودينهم، وليبقى الصراع حول حدود وهمية صنعها الاستعمار، يحافظ على بقائها حكام عملاء كرّسوا الحكم بغير ما أنزل الله وفرضوا تطبيق العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، فلم يخدموا إلا مصالح التحالف الصهيوني-الصليبي ضد أمة الإسلام، مهما رفعوا من شعارات عابرة للقارات...

 

وعليه، فإن الخيانة الموصوفة لقضية فلسطين، تبدأ من تضييع البوصلة، وتغييب الإسلام وأحكامه بوصفه الحل الشرعي والوحيد لتحرير الأرض المباركة من رجس يهود، بل تبدأ من تنكيس راية الإسلام وتغييب ذروة سنام الإسلام (وهو الجهاد في سبيل الله) ورفع الرايات الاستعمارية التي مزقت الأمة إلى أشلاء تحت شعارات الوطنية، وهذا ما دأبت عليه الأنظمة المتواطئة مع هذا الكيان منذ تأسيسه.

 

نعم، هكذا تبدأ الخيانة العظمى للإسلام والمسلمين، وهو ما حصل منذ إلغاء الخلافة العثمانية كمقدمة لتحقيق وعد بلفور، وتنتهي بطرح موضوع "التطبيع" للنقاش، سواء بالرفض أم بالقبول، لأن في كليهما اعترافاً بالوجود، ثم حصر الأمر في الكلام دون الأفعال، وهذا هو عين الخذلان. وقد قالها مؤخرا الناطق باسم حكومة نتنياهو؛ بأن القضية هي قضية وجود لا قضية حدود، وكررها غيره من الصهاينة؛ بأنهم يسعون إلى دولة يهودية على أرض فلسطين، فهل يقدر الرئيس الحريص على المواقف الاستثنائية على رفع سقف المعركة إلى دولة إسلامية ترفع راية الإسلام وتحقق واجب الجهاد في سبيل الله، أم سيكتفي بتخدير الأتباع بالشعارات العابرة للقارات، ثم يعود إلى التمسح على قبر بورقيبة وحراسة النظام الجمهوري العلماني، وكفى الله المؤمنين "شر" القتال؟!

 

لقد أتقن جميع الحكام دورهم في إطلاق صواريخ الكلام كل حسب مداه، وخوض المعارك الوهمية كل حسب جهده، أما الفعل فأقله تضخيم للعدو الصهيوني وفق نظرية المؤامرة، وما الحديث عن إعصار "دانيال" وعن تهريب "الإرهابيين" عنا ببعيد، وأقصاه عجز عن تمرير قانون يتيم يُجرّم "التطبيع" شكليّا، بحجة عدم الإضرار بالمصالح الخارجية، واصطفاف واضح في محور "الممانعة" الذي انكشفت سوءته، بعد وضع اليد في أيدي الطاغية بشار الملطخة بالدماء.

 

وأما الحقيقة التي يسكت عنها الجميع في تونس، فهي أن القانون مرفوض من قبل "الإسرائيليين" الذين يتوافدون سنويا إلى جربة، فهم يرفضون وجود قانون يدينهم، ولو ضمن سقف الوطنية التي تحرس زياراتهم وتؤمن مصالحهم. قبح الله وجه من أنشأها وكرّسها ورعاها وجعلها قبّة حديدية تحرس كيان يهود، وتمنع أمة الجهاد من اقتلاع هذا الكيان المسخ من جذوره، ومن الاستشهاد في سبيل الله.

 

لقد جاءت أحداث غزة لتؤكد أن الأمة الإسلامية تتوق إلى يوم المواجهة، وتتحضر للموقف الفاصل، وأنها متأهبة ومستعدة للبذل والتضحية من أجل إنجاز التحرير، وتطهير المسجد الأقصى من رجس يهود. بل لقد شكل "طوفان الأقصى" الوعي اللازم لديها، وجعلها تميّز وتفرّق بين وهم الكلام وقوّة الإنجاز، فما أنجزه أبطال غزة في ساعات، عجزت عن فعله الأنظمة مجتمعة لعقود. ولذلك وجهت الأمة بوصلتها إلى جيوشها، تلك القوّة المختطَفة من قبل الأنظمة العميلة الحاكمة في بلادنا، والتي توفر الحماية لكيان يهود، فصار لزاماً أن تبدأ خطة التحرير باستعادة الأمة لسلطانها المسلوب، وإجبار حكامها للتحرك وتحريك الجيوش نحو فلسطين، فإن أبوا فخلعهم واجب، وإقامة خليفة ينقاد للإسلام ويقودنا به واجب، حينئذٍ يفتح الطريق نحو فلسطين، وحينها يكون النصر قاب قوسين أو أدنى، ولسان حالنا يقول لكم: ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

نعم، نحن على موعد مع طوفان الأمة الذي تقوده دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبا بإذن الله، فمن أراد النصر والاستشهاد فليتيقن أن الإسلام هو سفينة النجاة، ومن أبى فسيجرفه طوفان الأمة وإن تعلق بأستار الكعبة. قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس

 

آخر تعديل علىالجمعة, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع