- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قمة الحكام الأنذال!
الخبر:
وصف المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في بيان صحفي حول القمة "العربية والإسلامية" التي عقدت في السعودية بـ"قمة الحكام الأنذال".
وافتتح البيان بالقول: "بعد ستة وثلاثين يوماً من حرب الإبادة المجرمة التي يشنها كيان يهود على غزة وأهلها، ومن صمود أبطال غزة وقد أبطأ عنهم المدد، تداعى حكام العرب والمسلمين لعقد "قمة طارئة غير اعتيادية!" في الرياض، وبينما تجري قمتهم، كانت دبابات كيان يهود في الأثناء، تحاصر مجمع الشفاء الطبي لتجهز على المرضى فيه، ويموت الرضع في الحاضنات لقلة الأكسجين، وآلة حربه تفتك في أرجاء قطاع غزة الحبيب".
التعليق:
كعادة حزب التحرير التي دأب عليها، جاء هذا البيان الصحفي لحزب التحرير في الأرض المباريكة فلسطين ليصف الواقع كما هو بشكل مباشر، ويعرّي مواقف حكام المسلمين المؤتمرين دون مساحيق تجميل ولا كلام مبطن، بل بسفورٍ وتحدٍّ واضح لا يقبل التأويل، وهذا ما تتوقعه الأمة ممن نذروا أنفسهم حراسا أمناء على الإسلام.
هذه القمة كانت "غير اعتيادية" فعلا، بما طفحت به، بحسب البيان "من وقاحة تجاه الحدث الجلل، ومن وهن وخور وخذلان، مع أن الناس قد اعتادت قاموسهم الطويل من كلمات الإدانة والرفض والشجب عبر السنين، ونتائج قممهم المخزية". كيف لا وكل ما فعلوه هو تبادل كلمات الخذلان بينهم والتناوب على وصف الأحداث كما يصفها الصحفيون، وكأن الناس لا تعرف الأحداث ولا تتابعها لحظة بلحظة بقلوب مكلومة على حال غزة العزة وأهلها!
وفوق مساواتهم بين الجلاد والضحية في "تألمهم" على "المدنيين من الجانبين"، وتباكيهم على انتهاكات الكيان للقانون الدولي، فإن كلامهم كان "يقطر خذلانا وخيانة وجبناً وتبعية لأمريكا، وهم في موطن الحرب والإبادة يتكلمون عن "المساعدات الإنسانية"، وعن "مطالبة المجتمع الدولي بقيامه بواجبه في وقف المعركة!" بحسب البيان.
فلولا ذلهم وخيانتهم لما ناشدوا أمريكا والمجتمع الدولي بوقف العدوان وهم يعلمون أنهم العدو ذاته الذي يمد الكيان بجسر جوي وبحري وبري بآلة القتل والدمار التي تفتك بغزة وأهلها.
بل إنهم من خيانتهم وتآمرهم يتكلمون بلسان بلينكن عن حل الدولتين واستغلال المذابح لتصفية قضية فلسطين، بل وعن "إعادة الإعمار ويد الدمار تعيث فسادا، وعن الانتخابات والدماء تسفك، وعن التبرعات والتسول والمال، والأنفس تزهق، وكأنهم يفوضون كيان يهود بالاستمرار ولسان حالهم يقول "هذا كل ما عندنا"، فبئس ما يصنعون!" بحسب البيان الصحفي.
وقد وصف البيان هذه القمة لزعماء العالم الإسلامي، الذين تحت سلطانهم ملايين الجنود وآلاف الدبابات والطائرات بأنها خلت حتى "من مروءة العرب، ومن حمية الإسلام، ولقد شهدوا على أنفسهم أنهم الرأس الفاسد لهذه الأمة، وأنهم أشد بلاء على الأمة مما يقع على غزة، على شدته...".
وخلص البيان الصحفي إلى أنه لا يليق بخير أمة أخرجت للناس، وهي أمة الإقدام والعقيدة والشجاعة أن يكون على رأسها "قادة جبناء عملاء كهؤلاء"، وحرام عليها وفيها أبطال كأبطال غزة والمال والرجال والعدة والعدد وفوقها عقيدة الإسلام "أن تبقيهم رؤوسا فيها". فهي ليست بحاجة للعشرات ممن هاجسهم البقاء على العروش واتخاذ الكافرين أولياء من دون الله، الذين لم يمنعوا سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح على يد الكيان. بل إن ما تحتاجه الأمة هو "رجل واحد فحسب، فيه صفات الرجال المؤمنين؛ خليفة للمسلمين، وجيش واحد يؤدب الدنيا بالمعتدين، وينصر الله به الدين".
فهل قرب وقت كل الأنذال في العالم من هؤلاء وأولئك؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى