الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أردوغان: هل عداء الكفار للإسلام سيتوقف أبداً؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا أردوغان: هل عداء الكفار للإسلام سيتوقف أبداً؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة في "مسيرة فلسطين الكبرى" التي انعقدت في مطار (أتاتورك) بإسطنبول احتجاجاً على عمليات كيان يهود العسكرية في قطاع غزة، حسبما ذكرت قناة تي آر تي خبر.

 

وقال: "أشكر كل واحد منكم على مناصرة القضية الفلسطينية وإعطاء الأمل للمظلومين في غزة". ووصف الغرب بأنه المذنب الرئيسي في الصّراع العسكري، الذي يتصرف، على حد تعبيره، "دون أن يلطخ يديه"، ووصف كيان يهود بأنه "بيدق ستتمّ التضحية به ذات يوم".

 

وبحسب الرئيس التركي، فإن أولئك الذين "ذرفوا الدموع الكاذبة على الذين قتلوا في أوكرانيا" لم يعربوا عن تعاطفهم مع الذين قتلوا في غزة. وقال أردوغان "أيها الغرب، أسألك، هل تريد إشعال الحرب بين الهلال والصليب من جديد؟". (rbc.ru)

 

التعليق:

 

لا ينخدعن أحد ببراعة أردوغان في اللعب بالكلمات الجميلة، كمهارة السحرة الذين ألقوا بأمر فرعون الحبال أمام موسى عليه السلام لدحض آيات الله. لكن على عكس أردوغان، كان السحرة يتمتعون بالذكاء والشجاعة للاعتراف بالحقيقة علانية. وظلوا إلى يوم القيامة مثالاً للإيمان الصادق والمثابرة، مفضلين الموت الأليم طاعةً لله، على الحياة المترفة تحت عرش طاغية كافر.

 

ولا ينبغي لأحد أن ينخدع باتهامات أردوغان الصاخبة ضد الغرب، بقيادة فرعون عصرنا؛ أمريكا. أليست الجمهورية التركية بقيادة أردوغان اليوم حليفهم وشريكهم؟! أليست هناك قاعدة عسكرية أمريكية في تركيا؟! ألم تشارك تركيا، باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي، في احتلال أفغانستان؟! وهذا أمرٌ واضح للجميع، ناهيك عن الدّور الخبيث للنّظام التركي في الأحداث في سوريا وليبيا وغيرهما من بلاد المسلمين.

 

بينما يصف كيان يهود بأنه بيدق، يصمت أردوغان عن أنّ تركيا كانت من أوائل الدّول التي اعترفت بإقامته في أراضي فلسطين التي يحتلها المستعمرون الغربيون. ألا توجد علاقات دبلوماسية وتعاون بين تركيا وهذا الكيان المحتل؟! أليست هناك اتفاقية تجارة حرّة بينهما تشمل، من بين أمور أخرى، مجال الأسلحة والتقنيات العسكرية، بميزان سنوي يصل إلى عدة مليارات من الدولارات؟!

 

ومن خلال اتّهام الغرب بالرغبة في إشعال حرب "بين الهلال والصليب"، يستبدل أردوغان المفاهيم، راغباً في إعفاء نفسه من المسؤولية عن عمليات قتل المسلمين في فلسطين دون عقاب. ولكن هل توقفت حرب الكفر هذه مع الإسلام، بوصفه مبدأ، وليس بين الأديان، كما يقرّ بذلك الساسة الأمريكيون والأوروبيون أنفسهم ولو للحظة واحدة؟

 

أليست القوى العظمى الغربية وعلى رأسها أمريكا، التي تُعادي المسلمين، تُعلن أن الإسلام هو التهديد الوحيد لتوسعها الاستعماري تحت شعار "نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان"؟ أليسوا في حربهم على الإسلام، يشتمون رسول الله ﷺ، ويحرقون المصحف الشريف، ويعتدون على لباس المرأة المسلمة، ويفتحون "مساجدهم" للمثليين، وتنصب فيها العاهرات أئمة؟! ألا يخترعون "الإسلام" الأوروبي أو الأمريكي الخاص بهم والذي يتوافق مع عقيدتهم العلمانية المخترعة؟!

 

إلى أي جانب أنت يا أردوغان؟! لماذا عندما تزور قبر المجرم الخسيس مصطفى كمال، لا تبصق عليه، بل تضع الزهور بشكل مهيب، وتقسم "بالدفاع عن تراثه بالشكل اللائق"؟! أليس هذا "التراث"، أي إلغاء أحكام الشريعة إرضاءً للكفار، وإقامة قوانين الكفر مكانها، أعظم الفظائع بحق الأمة الإسلامية؟! لماذا تقبلون التهاني من أعداء الإسلام بمناسبة قيام جمهورية علمانية على أنقاض الخلافة التي ظلت حتى في فترة الضعف الشديد مدافعةً عن المسلمين؟!

 

يا أردوغان! أليست دماء شيوخ ونساء وأطفال غزة أغلى من دموعكم وخطاباتكم الغاضبة التي تهزّ الأجواء؟ فلماذا إذن يقيم الجيش والبحرية التركيان استعراضات ولا يسارعان لنصرتهم؟! ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾؟!

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مصطفى أمين

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع