- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن تكسروا إرادةً ولن تهزموا فكرةً!
الخبر:
اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال (الإسرائيلي) مدينة جنين ومخيمها بعدد من الآليات العسكرية وسبع جرافات.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن جرافات الاحتلال بدأت بتجريف الشوارع والبنية التحتية في المخيم وسط إطلاق نار كثيف.
وأضافوا أن قوات الاحتلال تتمركز بالقرب من المستشفيات وأن مواجهات عنيفة تشهدها المدينة التي أعلنها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة.
من جهته، أفاد مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر في تصريح لتلفزيون فلسطين بأن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف من نقل المصابين إلى المستشفى. (الرأي).
التعليق:
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها قوات يهود باقتحام جنين ومخيمها، بل واقتحام المدن الأخرى في الأرض المباركة فلسطين، ولكنهم في كل مرة يفعلون ذلك لم يكسروا إرادةً، ولم يهزموا فكرةً اقتنع بها أصحابُها!
ولعل هذه ليست مشكلة يهود وحدهم، بل هي مشكلة أهل الكفر بمختلف ملله، فنظرتهم للحياة نظرة مادية بحتة، حتى أولئك الكتابيّين الذين يؤمنون بوجود الله، لكنهم علمانيون في نظرتهم للحياة، يفصلون الدين عن الحياة، ولذلك لا تختلف نظرتهم عن نظرة بقية ملل الكفر... فهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾، فليس لديهم إلا الحسابات المادية الدنيوية، فهم يبوؤون دائماً بشرّ أعمالهم وشرّ تدبيرهم وتخطيطهم.
لقد أثبتت أحداث غزة الأخيرة عجز كيان يهود، ومن ورائه الغرب الكافر، أثبتت عجزهم عن كسر إرادة الأمة الإسلامية، صحيح أنهم دمّروا المنازل والمستشفيات والمدارس، لكنهم عجزوا عن هزيمة فكرة تعتنقها الأمة الإسلامية؛ وهي مركزية قضية فلسطين بالنسبة لها، وإنْ كانت الأمة الإسلامية مكبّلة بخيانات حكامها وتآمرهم على قضاياها، فما هي إلا فترة من التاريخ سرعان ما تنقضي بإذن الله، ويعود للأمة سلطانها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ويرى حينها الكفرُ وأهله أنْ لا قيمة لكل جيوشهم وأساطيلهم وطائراتهم، فهي لا تقوى على الوقوف في وجه المبدأ الصحيح، والأمة الإسلامية أمة حيةٌ لا تموت، وإنْ كَبَتْ كبوةً فسرعان ما تنهض منها، وإنّ ذلك لكائن قريباً بإذن الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن