أمريكا تعترف بكل غطرسة بجرائم كيان يهود في فلسطين

(مترجم)

الخبر:

التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بمسؤولين (إسرائيليين)، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في 15 كانون الأول/ديسمبر 2023. وذكرت وكالة رويترز أنه قال للصحفيين: "سيكون هناك انتقال إلى مرحلة أخرى من هذه الحرب، مرحلة تركز بطرق أكثر دقة على استهداف القيادة، والعمليات الاستخبارية... متى يحدث ذلك بالضبط وتحت أي ظروف بالضبط، سيكون هناك نقاش مكثف مستمر بين الولايات المتحدة و(إسرائيل)". وذكرت رويترز أيضاً أن "بايدن حذر هذا الأسبوع من أن الرأي العام الدولي يتأرجح ضد (إسرائيل) بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة".

التعليق:

تُظهر اللغة التي استخدمها سوليفان مدى اعتبار الولايات المتحدة لهذه الحرب حرباً خاصة بها. فبدلاً من أن يقول شيئاً مثل "(إسرائيل) تؤكد لنا أن..."، ذكر بكل فخر الاتجاهات الجديدة للحرب وكأنها حقيقة: "ستكون هناك مرحلة انتقالية". وحتى الدمار المروع الذي أحدثه كيان يهود في غزة يتم التعامل معه باستخفاف. المشكلة وفقا لبايدن هي أن الرأي العام الدولي قد "يبتعد عن (إسرائيل)"، وليس أن الآلاف من النساء والأطفال الأبرياء قد قتلوا بقسوة في القصف العشوائي الذي يتكرر يوما بعد يوم، بل حتى ساعة بساعة! تعجز الكلمات عن التعبير عن السخط والغضب لهذه الجرائم التي يمكن لأي شخص ذي قلب وعقل أن يراها واضحة إذا أراد ذلك. هذا هو كيان يهود؛ أنشئ على التطهير العرقي، ويحافظ على التمييز العنصري، ويسعى الآن إلى تنفيذ "الحل النهائي" كما فعل النازيون ذات يوم. المسلمون لن ينسوا ولن يغفروا، ولكن من هو الذي لن يغفر له؟!

عندما يدخل كلب من سلالة شرسة إلى منزل جاره ويهاجم أطفال الجيران حتى الموت، فمن المؤكد أنه يجب قتل الكلب، ومن المؤكد أن الجار لن يظل مستيقظاً في الليل ويسأل لماذا فعل الكلب ما فعله؛ فلقد فعل الكلب كما تفعل الكلاب الشريرة. لذلك فالملام على ذلك هو صاحب ذلك الكلب وسيُطلب منه الجزاء. صاحب الكلب الذي وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية" وقال إنه سيسوي غزة بالأرض، وكان يصدر يوميا بيانات قاتلة، ويقتل الأبرياء يوميا؛ ويستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ويقطع الكهرباء والمياه والغذاء هو من يجب أن يحظى باهتمامنا الشديد. المالك هو أمريكا التي أعطت الضوء الأخضر لكيان يهود وأعطته كل سلاح طلبه وما زالت تفعل ذلك. وعلى هذا فإن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن كل جرائمه.

قال بايدن للأمريكيين اليهود في البيت الأبيض في 11 كانون الأول/ديسمبر: "لقد وقعت في مشكلة، وتعرضت لانتقادات شديدة من الجزء الجنوبي من ولايتي وبعض الأجزاء الجنوبية من البلاد، عندما قلت قبل 35 عاماً: "ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً. وأنا صهيوني". تقدم الولايات المتحدة دعماً دبلوماسياً ثابتاً وكانت العضو الوحيد الذي استخدم حق النقض ضد القرار الأخير لمجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. ورأيها هو الرأي الوحيد المعتبر في الأمم المتحدة، والذي يؤكد على زيف ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يضع القانون الدولي ويدعمه.

فبينما تستمر الأنظمة العميلة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في اتباع أوامر أسيادها إلى أن يتم اقتلاعها، سيكون من العار أن تجد الإمبريالية الثقافية للولايات المتحدة آذاناً صاغية بين أبناء وبنات الأمة الإسلامية العظيمة بعد كل ما حدث. لقد شهدوا في هذه الأيام ازدواجية القيم الغربية عند التطبيق.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين