- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأفعى الرقطاء، من جديد!
الخبر:
نقل الكاتب ياسر الزعاترة من حسابه على منصة إكس (تويتر) خبراً لموقع 12News العبري مفاده أن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، وصل الكيان الغاصب الأسبوع الماضي لإجراء سلسلة من الاجتماعات، حيث التقى بكلّ من نتنياهو وغانتس في اجتماعات لم يتم إعلانها للجمهور. وقال الموقع المشار إليه إن "الهدف هو أن يكون الوسيط الفعلي بين الرغبات (الإسرائيلية) فيما يتعلق باليوم التالي في قطاع غزة، وبين الدول العربية المعتدلة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه سيعيد أيضاً دراسة إمكانية قبول اللاجئين من غزة في دول العالم". (منصة إكس، 1 كانون الثاني 2023)
التعليق:
بادئ ذي بدء، فإن بلير هذا حقاً يستحق صفة إبليس إنسيّ بامتياز، هو ودولته من ورائه.
ثم إنه في خضمّ هذه الحرب المدمرة والقتل الجماعي الذي يجري على مدار الساعة في غزة الصمود والجهاد، فإنه ليس من هوامش الحدث الكلام في جوانب تاريخية، لها تعلّق مباشر بالحدث. بل إن هكذا حديث يضع الأمور في سياقها الصحيح، ويعيد المشكلة إلى أصلها. ومن ذلك التذكير بدور بريطانيا الخبيث وسمومها التي بثتها في جسد الأمة الإسلامية.
فلا يغيب عن ذاكرة المسلمين وعد بريطانيا المشؤوم؛ وعد بلفور، الذي أسس لنشوء الكيان الغاصب في فلسطين. كما لا يغيب، أو لا يجب أن يغيب، عن ذاكرة المسلمين تلك الطعنة النجلاء التي سددتها بريطانيا في قلب الأمة الإسلامية، بتآمرها وعملها الدؤوب لهدم دولة الخلافة. عملٌ توّجته في مؤتمر لوزان (تشرين الثاني 1922م)، حينما وضع كرزون رئيس الوفد الإنجليزي أربعة شروط للاعتراف باستقلال تركيا وهي: إلغاء الخلافة إلغاءً تاماً، وطرد الخليفة خارج الحدود، ومصادرة أمواله، وإعلان علمانية الدولة. وعلّق نجاح المؤتمر على هذه الشروط الأربعة. ثم سار المجرم مصطفى كمال بشكل حثيث في مخطط الإنجليز للقضاء على الخلافة، وبعد أن تهيأت الظروف لذلك، أعيد افتتاح مؤتمر لوزان، واتفق المؤتمرون على شروط الصلح، وتم توقيع معاهدة لوزان في 24 تموز 1924م، وقُضي الأمر!
ومعروف دور الإنجليز في تقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات، واستعمارها بشكل مباشر وبشكل غير مباشر. أي باختصار، هدم الإنجليز دولة الخلافة، وقسّموا الأمة إلى دول وطنية تابعة، وأنشأوا كيان يهود!
ثلاث جرائم كبرى حَريّةٌ بالمسلمين لأن يعتبروا الإنجليز رأس الكفر، وأنهم أعدى أعداء الإسلام على الإطلاق، وأن يُرضعوا أولادهم مع اللبن بُغض الإنجليز، والقضاء على دولتهم الخبيثة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت