السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غزة أثبتت للعالم بأنها أمة بمفردها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غزة أثبتت للعالم بأنها أمة بمفردها

 

 

 

الخبر:

 

أعداد قتلى الجيش (الإسرائيلي) تقترب من عدد قتلاهم إبان حرب عام 1967. (قناة الجزيرة).

 

التعليق:

 

في ظل الأحداث الجارية والتطور العسكري والتكنولوجي تسعى كل دول العالم لتكون هي الدولة الأولى في مجال التسليح والمعرفة، إيماناً منهم بأن هذه العوامل المادية هي التي تنتصر، ولذلك هم في سباق دائم لامتلاك مصادر القوة، فهذه هي حدود العقل الغربي الذي لا يؤمن إلا بما تقوله الأبحاث ومراكز الدراسات العسكرية والسياسية عندهم، في حين إن المسلمين يؤمنون بأن القوة لله وحده والنصر من عنده، وإن كانوا عزلاً بلا سلاح، والشواهد على ذلك كثيرة، فالمسلمون انتصروا في معارك عديدة وهم قلة مقارنة بأعدائهم وخير دليل قوله تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللهِ واللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 249]، وأحداث غزة أثبتت لمن غابت عنهم هذه الحقائق الربانية بأن النصر يأتي بإذن الله، ولحكمته القرار الفصل.

 

واليوم نسمع بأن أعداد القتلى من جيش كيان يهود بدأت بالاقتراب من أعداد قتلاهم عام 1967 إذ واجهوا ست دول عربية آنذاك، فهذه الأرقام خير شاهد ودليل على أن النصر يأتي به الله عندما ينتصر المسلم لدينه وعرضه وماله مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 159]. فالمجاهدون في غزة المباركة توكلوا على الله وهو ناصرهم ومؤيدهم بإذنه تعالى، فمن كان يعتقد بأن الكيان الصهيوني، هذا الكيان الذي يمتلك أحدث أنظمة الدفاع الجوي والتسليح والتكنولوجيا الحربية المعلوماتية أوهى من بيت العنكبوت؟ فقد أهينت كرامته، وسحقت أسطورته المزعومة، وكشف للعالم بأسره حجم جبن جنوده، وتعاسة قادته، وإذلالهم، وبيان عوارهم أمام العالم بأسره، وعلى يد ثلة مباركة قليلة العدد والعدة المتواضعة، فأهل غزة وبفضل الله إلى اليوم صامدون بالرغم من كل ما يعانونه من قتل وتشريد، وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية؛ كالعلاج، والمأوى، والمأكل، والملبس... فكل هذه الحقوق قد حرموا منها، بل حتى المساعدات الإنسانية التي ترسل إليهم لا يقبل هذا الكيان المجرم بأن تصل إليهم.

 

كل هذه الأحداث لها دلالات:

 

أولاها هي أن المسلم إذا رسخت عقيدته في صدره وصارت كالجبل الشامخ فلن تستطيع أية قوة في العالم أن تواجهه، وهذا ما شاهده العالم في غزة وكيف يدافعون عن دينهم وأرضهم، ولا يستسلمون بل يقاومون بأبسط المعدات وبالأقوى منها؛ ألا وهي إيمانهم بالله العزيز الحميد.

 

وثاني الدلالات التي قد تكون الأكثر حزناً ألا وهي الخذلان الذي تعرضوا له من قبل إخوانهم المسلمين، وأنا لا أتهم الشعوب الإسلامية فهي غيورة كالأسود، ولكن الحكام المجرمين هم الذين منعوا نصرة أهل غزة طاعة لأسيادهم في الغرب الكافر وعلى رأسهم أمريكا.

 

ومن الدلالات الأخرى بيان حقيقة هذا النظام الرأسمالي الكافر، والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي صدعوا رؤوس الناس بها. فأين العالم الغربي مما يحدث للأطفال والنساء والشيوخ؟! فهم يُقتلون يومياً، والجرحى بلا علاج يئنون، ويصرخون ولا مستجيب لهم إلا الله.

 

أين حقوق الإنسان الذي تدعي أوروبا الدفاع عنه في مؤتمراتها ومواثيقها الدولية المزعومة؟!

 

ألم يكتشف المسلمون الذين يدعون بأن الغرب حضارة وتطور زيف هذا الادعاء؟!

 

ألم يروا حقيقة حقدهم وبغضهم للمسلمين وعدائهم الدائم؟!

 

فإلى متى ونحن صامتون؟! ولا نقدم حتى الدعاء لهم وهو أضعف الإيمان، فقد يصلي المسلم خمس مرات في اليوم ولا يكلف نفسه بالدعاء من قلب صادق متضرع لله بأن ينصر الله تعالى المسلمين هناك! ولكن أهل غزة اعتادوا بأن يقاتلوا بمفردهم ونيابة عن العالم الإسلامي، ولا يهمهم من خذلهم لأنهم وجدوا حقيقة الإيمان، وأيقنوا حق اليقين بأن الله ناصرهم، لذلك اعتمدوا عليه فلم تستطع خمس فرق عسكرية مصنفة على أنها نخبة النخب العسكرية في كيان يهود أن تهزم فئة قليلة، وذلك بسبب قوة الإيمان ورسوخه في صدور هؤلاء الرجال الذين توكلوا على الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عبد الله – ولاية العراق

آخر تعديل علىالسبت, 06 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع