الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تخذل أوكرانيا وأوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تخذل أوكرانيا وأوروبا

 

 

 

الخبر:

 

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه إذا كان الغرب يريد إجراء محادثات بشأن أوكرانيا، فعليه التوقف عن تزويد كييف بالأسلحة. وذكرت وكالة تاس الروسية أن تصريحات زاخاروفا جاءت تعليقا على تصريح المستشار الاتحادي السويسري للشؤون الخارجية إجنازيو كاسيس بضرورة إشراك روسيا في مناقشات السلام.

 

وفي كلمته في مؤتمر صحفي في دافوس في وقت سابق من الأحد، قال كاسيس إن الجهود تبذل لإدخال روسيا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا بوساطة دول أخرى، وشدد على أنه لا يمكن عقد مؤتمر للسلام دون مشاركة روسيا.

 

وقالت زاخاروفا في حوار صحفي "إذا كان الأمر يتعلق برغبة بعض الدول في إيجاد مخرج من الطريق المسدود الذي أوصلتهم إليه واشنطن، فهذا شيء واحد، في هذه الحالة، يجب عليهم التوقف عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة، والتوقف عن فرض عقوبات مناهضة لروسيا والتوقف عن الإدلاء بتصريحات معادية للروس". وشددت على أنه "إذا كان هذا الخطاب موجها نحو جر روسيا إلى نوع من العملية المخدرة بشروط الغرب للتأثير على النهج المبدئي لروسيا، فلن ننجر إلى هذا الفخ". (اليوم السابع، 15 كانون الثاني/يناير)

 

التعليق:

 

يأتي تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية ضمن سياق الأحداث والتطورات السياسية وتأثيرها على الحرب الأوكرانية الروسية التي تدور في قلب أوروبا منذ قرابة عامين بين مد وجزر بين الغرب وروسيا.

 

المتحدثة باسم الخارجية الروسية توجه رسالة لأوروبا ومعها أوكرانيا بطريقة العصا والجزرة، أي على الطريقة الأمريكية:

 

فالعصا تقول إن روسيا ماضية في الحرب ولن تتوقف، وإن روسيا اليوم بعد عامين من الحرب أفضل حالا من ذي قبل. وهذا كلام فيه بعض المصداقية خاصة أن روسيا لم تهزم وتجاوزت صعاباً كثيرة، وأنها ما زالت تسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي الأوكرانية، ولا يظهر في الأفق أن أوكرانيا تستطيع فعل شيء حيال ما آلت إليه الأمور على أرض المعركة خاصة بعد فشل هجومها المضاد في صيف العام المنصرم.

 

أما الجزرة فإن روسيا تقول لأوروبا وأوكرانيا عليكم أن تحذو حذو أمريكا التي أوقفت دعم أوكرانيا فتكفوا عن السلوك العدواني تجاه روسيا، فها هي أمريكا تشتري النفط الروسي رغم أنها تدعي حصار روسيا.

 

وهذه التصريحات تزامنت مع تصريحات ألمانية برفع استعدادات الجيش الألماني لمواجهة غزو روسي محتمل.

 

إن الناظر لما آلت إليه هذه الحرب يرى بوضوح:

 

- أن أمريكا تعمل على إنهاء هذه الحرب تدريجيا، فأردوغان قبل أيام منع وصول سفينة بريطانية محملة بالأسلحة لأوكرانيا من خلال البوسفور، وفي السياق نفسه ذهب زيلينسكي يصرخ ويستجدي دول العالم المجتمعة في دافوس.

 

- أما أوكرانيا فظاهر أنها لا توافق أمريكا الرأي في إنهاء الحرب وما زالت أرضها محتلة من الروس، فقد صرح الرئيس الأوكراني أنه لا سلام قبل تحرير كل شبر محتل من الأراضي الأوكرانية، فهو في حركة المذبوح ويستجدي أوروبا ويخوّفها أنها ستكون بعد أوكرانيا هي الفريسة القادمة لروسيا.

 

- أما أوروبا فأصيبت بخيبة أمل وشعور بالخذلان لتخلي أمريكا عنها بعد أن أوقدت نار الحرب داخل قارتهم ما حدا بدول أوروبا وخاصة ألمانيا والسويد وبولندا ودول أخرى للتصعيد وإعداد العدة لقتال روسيا والتصدي لعدوان محتمل من قبلها.

 

لقد نجحت أمريكا بإذكاء روح العداوة والبغضاء بين روسيا ودول أوروبا فأحيت بذلك الناتو وزادت من ارتماء أوروبا في أحضانها وأبقت جرح أوكرانيا نازفاً في قلب أوروبا تستخدمه متى شاءت في قابل الأيام، كل ذلك وأوروبا العجوز تنظر دون أن تحرك ساكنا! فلقد كانت العلاقة بين فرنسا وألمانيا مع روسيا تسير في طريق التوافق والسلام والمصالح المتبادلة، فجاءت هذه الحرب لتقلب الطاولة على رؤوس الدول الأوروبية وهي تنظر نظر المغشي عليه!

 

إن أمريكا ومن والاها هي أساس البلاء والشقاء الذي تعيشه البشرية ولن يخلص العالم من شرور هذا الشيطان الأكبر إلا دولة الإسلام التي تحق الحق وتبطل الباطل ويعلو ذكر الله، وعسى أن يكون ذلك اليوم قريبا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

آخر تعديل علىالأحد, 21 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع