الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أمة الإسلام، ألا تكفي مئة يوم من الخذلان؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا أمة الإسلام، ألا تكفي مئة يوم من الخذلان؟!

 

 

 

الخبر:

 

أهالي شمال غزة يجبرون على طحن أعلاف وحبوب بدلاً من القمح، وأكل ورق الشجر، بعد أن أصبحوا يواجهون مجاعة نظراً لاستمرار الحصار (الإسرائيلي). (شبكة القدس الإخبارية)

 

التعليق:

 

قال الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، أي واجب عليكم نصرتهم النصرة الحقيقية؛ فالمطلوب شرعاً من المسلمين ليس الاكتفاء بالمقاطعة والدعاء، فهذا لا يرفع ظلماً ولا ينصر مظلوماً، وإنما عليهم أن يرفعوا أصواتهم تجاه من يملك القوة، ومطالبته ببذل كل الأسباب المادية الممكنة التي من شأنها رد عدوان كيان يهود ودفعه. هذا هو العمل المبرئ للذمة، وهذه هي النصرة الحقيقية الواجبة، وهي ضمن الممكن، لأن الله لا يكلف بما هو فوق المستطاع. لكن حب الكثير من المسلمين للدنيا، وعدم استعدادهم للتضحية في سبيل دينهم وقول كلمة الحق في وجه المتخاذلين الذين بيدهم أسباب النصرة، لا يجعل أمر النصرة غير ممكن، كما يتوهم الكثير من أبناء الأمة، بل هو ممكن لأنه تكليف شرعي.

 

إن رفع الظلم عن أخيك المسلم، ودفع الصائل عنه، هو واجب يقع على الأقرب فالأقرب من بلاد المسلمين، حتى يُرفع الظلم ويزول العدوان، وإن لم يتحقق ذلك تأثم الأمة جميعها، إلا من أخذ بالأسباب الحقيقية لرفع الظلم.

 

وهذه القوة المعتدية الغاشمة لا تُرَدّ إلا بتحريك قوة تستطيع صدها، وهي متمثلة اليوم بالجيوش، هذا هو الحكم الشرعي، فإن كان هناك مانع يحول دون إنفاذه، فتجب إزالة المانع فوراً. والناظر في واقعنا اليوم، يجد أن الحكام العملاء هم من يمنعون النصرة الحقيقية لأهلنا المستضعفين في غزة وفلسطين، بل ويتآمرون على المجاهدين سراً، ويمدون كيان يهود بشريان الحياة عبر توقيع الاتفاقيات الخيانية معه، فهم أساس الداء وأس البلاء. ولذلك وجبت إزالة هذا المانع الذي يحول دون تنفيذ الحكم الشرعي فوراً!

 

وهذا ما قام به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حين أراد التتار غزو دمشق، فتوجه نحو مصر، وخاطب سلطانها باعتباره مسؤولاً عن مصر والشام، وقال لحكامها فيما يرويه ابن كثير في البداية والنهاية في أحداث سنة ٧٠٠هـ: "إِنْ كُنْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الشَّامِ وَحِمَايَتِهِ، أَقَمْنَا لَهُ سُلْطَاناً يُحَوِّطُهُ وَيَحْمِيهِ، وَيَسْتَغِلُّهُ فِي زَمَنِ الْأَمْنِ". وَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى جُرِّدَتِ الْعَسَاكِرُ إِلَى الشَّامِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: "لَوْ قُدِّرَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ حُكَّامَ الشَّامِ وَلَا مُلُوكَهُ وَاسْتَنْصَرَكُمْ أَهْلُهُ وَجَبَ عَلَيْكُمُ النَّصْرُ، فَكَيْفَ وَأَنْتُمْ حُكَّامُهُ وَسَلَاطِينُهُ، وَهُمْ رَعَايَاكُمْ وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنْهُمْ؟!". وَقَوَّى جَأْشَهُمْ، وَضَمِنَ لَهُمُ النَّصْرَ هَذِهِ الْكَرَّةَ، فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا تَوَاصَلَتِ الْعَسَاكِرُ إِلَى الشَّامِ فَرِحَ النَّاسُ فَرَحاً شَدِيداً، بَعْدَ أَنْ كَانُوا قَدْ يَئِسُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ... ثُمَّ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ مَلِكَ التَّتَارِ قَدْ خَاضَ الْفُرَاتَ رَاجِعاً عَامَهُ ذَلِكَ؛ لِضَعْفِ جَيْشِهِ وَقِلَّةِ مَدَدِهِ، فَطَابَتِ النُّفُوسُ بِذَلِكَ، وَسَكَنَ النَّاسُ وَعَادُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ مُنْشَرِحِينَ آمِنِينَ مُسْتَبْشِرِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس عمر محمد

آخر تعديل علىالإثنين, 22 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع