الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إذا كانت نهاية الحبل في يد الكلب!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إذا كانت نهاية الحبل في يد الكلب!

 

 

الخبر:

 

أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على خطورة الوضع الإنساني في غزة وطالب الاتحاد الأوروبي بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وفرض عقوبات على رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه ضد حل الدولتين.

 

وفي تصريحه للصحافة عند مدخل الاجتماع الذي سيناقش فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "حل الدولتين" في الشرق الأوسط، أكد المالكي أن الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة حيث تتواصل الهجمات يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ودعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار". (تي آر تي خبر 22/01/2024).

 

التعليق:

 

أردت أن أبدأ بقصة قصيرة لفهم عنوان التعليق؛ اعترض نصر الدين خوجا على المصلين الذين طلبوا منه الوعظ قائلا: "لا تذهبوا، سأرتكب خطأ". عندما أصروا، قال: "إذن أعطوني حبلا. لدي طرف واحد وفلان لديه الطرف الآخر. إذا قلت شيئا خاطئا، فسوف أحذركم". وبينما كان المعلم يتحدث، تعثر شخص ما على الحبل. وكانوا في حيرة من أمرهم عندما تحرك الحبل، انفجر خوجا أخيرا وقال: "أعزائي المصلين! سأخبركم بالكثير، لكنها نهاية الحبل، إنها في يدكم"!

 

نحن نشهد هذا الوضع تماما في الوقت الحالي؛ فرغم أن نهاية الحبل أصبحت في يد العديد من الدول الأوروبية، وخاصة أمريكا، فإن ما يسمى بوزير خارجية فلسطين يطلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي وهو منتهى الغرابة والجنون! والأدهى من ذلك أنه على الرغم من الاحتجاجات الكثيرة ضد الدعم الذي تقدمه أمريكا والدول الأوروبية لكيان يهود في العديد من الدول الأوروبية ناهيك عن البلاد الإسلامية، فإن المالكي ما زال يستجدي المساعدة من الاتحاد الأوروبي كحل.

 

عزيزي الوزير، إن الوحشية التي يمارسها كيان يهود على الشعب الفلسطيني لا تنبع من ثقته وقوته المتأصلة؛ بل على العكس من ذلك فهو يجد هذه الشجاعة بفضل الدعم الذي تقدمه له جميع دول الكفر. وبالطبع فإن كيان يهود يجد هذه الشجاعة ويواصل وحشيته ومجازره بسبب الزعماء المتسولين الحقيرين الذين فقدوا روحهم الإنسانية كما فقدت أنت وغيرك من حكام بلاد المسلمين روحكم الإسلامية. ولو بقي فيك ذرة من الإسلام لرأيت بطولة المجاهدين في فلسطين ضد الوجود اليهودي، وبدلا من الاستعانة بالكفار أعداء الإسلام والمسلمين، كنت ستطرح حلولا إسلامية حقيقية لتحرير أهل غزة وكل فلسطين وخلاص المسلمين في كافة البلاد الإسلامية. لذلك، اعرف هذا جيداً؛ إن إيقاف عدوان يهود ومن ثم طردهم من الأرض المباركة ليس له إلا جيش مسلم يدك حصون يهود دكا. مرة أخرى، اعرف هذا جيداً؛ إن من يطلب من الكفار إيقاف الحرب هو خائن عميل أو سطحي ساذج. لذلك اقطعوا علاقاتكم فوراً مع الكلاب (أمريكا والدول الغربية الكافرة) الذين يمسكون الخيط في أيديهم، توقفوا عن التوسل إليهم، عودوا إلى هويتكم الحقيقية واستعينوا بالله أولاً ثم بضباط الجيش المخلصين ضمن جيوش المسلمين من أجل إقامة دولة الخلافة التي ستطبق أحكام الله، فليتحركوا لإقامة هذه الدولة.

 

يعني أيها الوزير! بدلاً من القيام بهذه المحاولات والخطابات التي لا معنى لها للتخفيف من معاناة فلسطين، عودوا أولاً إلى إيمانكم واحفظوا كرامتكم وشرفكم، عندها تكونون قد أسديتم لأنفسكم معروفاً عظيماً ونأمل أن تتخذوا خطوة نحو طرح الحلول الصحيحة. ولكن لو نظرت إلى الأمر من منظور إسلامي، لكان قول الله التالي قد منعك من القيام بهذا السلوك الدنيء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّم قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْـبَرُ﴾. إذا واصلتم التصرف بهذه الطريقة، فسوف تغرقون في أفكاركم الوهمية وستكونون مثل الحكام الخونة والعملاء من قبلكم، من بين الذين يرميهم الكفار الغربيون مثل الخرق في سلة النفايات. والآن أذكرك بقول الله هذا لتأخذ منه العبرة: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.

 

وأخيرا، اقطعوا الحبل عن أيديكم، وتوكلوا على الله وليس على الكفار، واستسلموا له، وطالبوا بإقامة دولة الخلافة التي هي الحل الحقيقي لتحرير غزة وأهل فلسطين حتى يتمكنوا من التكفير عن الذنوب التي ارتكبتموها بحقهم. ولا تنسوا هذه الآية من ربنا سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمضان أبو فرقان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع