الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أفعال المدافع المزيف عن الأمة تتحدث بصوت أعلى من كلماته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أفعال المدافع المزيف عن الأمة تتحدث بصوت أعلى من كلماته

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ناقش رؤساء إيران وتركيا العلاقات الثنائية والأوضاع في قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعهما في أنقرة. وتصدر جدول المفاوضات موضوعين رئيسيين: تصاعد النزاع في قطاع غزة، وكذلك التعاون في مجال الطاقة بين البلدين الجارين. وعلى الرغم من الخطاب القاسي، تظل تركيا مؤيدة لحل الدولتين بين فلسطين وكيان يهود. وفي الوقت نفسه، تستمر أنقرة في الحفاظ على علاقات تجارية مع الكيان، ما أثار انتقادات داخل البلاد ومن جانب إيران.

 

في سياق متصل، وافقت تركيا على انضمام السويد إلى حلف الناتو وحصلت، بدورها، على إذن من الولايات المتحدة لشراء طائرات إف-16 بقيمة 23 مليار دولار.

 

يُعتبر اليوم يوماً بارزاً لكل من السويد وتركيا؛ حيث ستتلقى الأولى عضوية الناتو المنتظرة، بعد التصديق عليها من قبل البرلمان التركي. أما الثانية، فستتمكن، بفضل هذا الإجراء، من شراء طائرات إف-16 جديدة من واشنطن. وكانت هذه الخطوة بمثابة هدية من إدارة بايدن لإدارة أردوغان، التي نجحت في دفع القرار عبر البرلمان، والذي بدوره أكد موافقته على وثيقة تصديق عضوية السويد في الناتو، ليقوم بعدها أردوغان بالتوقيع على الوثيقة.

 

التعليق:

 

لا شك أن أردوغان، بفكرته عن التطبيق التدريجي المزعوم للإسلام، بات الحصن الأخير للكافرين في العالم الإسلامي؛ وذلك بمساعدتهم على كبح جماح قيام الخلافة الراشدة الثانية. هذا المفهوم الضار هو الذي يسمم عقول المسلمين بأوهام، معتقدين أن أردوغان يقود الأمة الإسلامية إلى النصر بسياسته الحكيمة المفترضة، وموازنته بين مؤامرات القوى الغربية الكبرى. يخلص الكثير من المسلمين إلى هذا الاستنتاج استناداً إلى خطابه الإسلامي الحماسي. ولكن أفعال المدافع المزيف عن الأمة تعلو فوق كلماته.

 

من خلال النظر إلى الأخبار المذكورة أعلاه، والتي تفصل بينها ثلاثة أيام فقط، يمكننا استخلاص الاستنتاجات الواضحة التالية: أولاً، يتعاون أردوغان بشكل صريح في المجال الاقتصادي مع أعداء الأمة، منهم من هو محتل لأرض الإسراء والمعراج، والآخر مسؤول عن مذبحة استمرت عشر سنوات لمسلمي الشام. ثانياً، على الرغم من انتقاداته لكيان يهود بشأن جرائمه الأخيرة في فلسطين، يتاجر أردوغان معه في الوقت ذاته.

 

بالنسبة لإيران، وعلى الرغم من جرائمها البشعة في الشام، وكذلك الخطاب المتكرر من أردوغان الذي يدين إيران، فإنه يسعى في الوقت ذاته إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية معها. علاوة على ذلك، وبالرغم من الخطاب القاسي، تدعم تركيا خطة الدولتين الأمريكية في فلسطين، الأمر الذي يعزز من احتلال أرض الإسراء والمعراج.

 

أكثر من ذلك، يُغذى أردوغان وحكومته مباشرةً من يد العدو الأول للأمة الإسلامية، أمريكا، التي تمنح تركيا الحق في شراء الأسلحة الأمريكية كمكافأة لتعزيز المصالح الأمريكية، من خلال توسع الناتو بضم السويد. قد يقول البعض إن أردوغان يرغب في هذه المرحلة في جعل تركيا قوية، ليبدأ بعد ذلك، بأيدي تركيا القوية، في حماية المسلمين حول العالم وحتى إعلان الخلافة.

 

لا شك أن مثل هذا الزعم ليس سوى حلم لأولئك الذين خُدعوا بالخطاب الجذاب. في حياة رسول الله ﷺ، لا نجد أنه ﷺ قبل بالسلطة المحدودة بقوانين الكفر، ثم نفذ تدريجياً قانوناً من الشريعة على مدار عقود. بل على العكس، عندما وافق قادة قبيلة بني عامر بن صعصعة على منحه ﷺ السلطة الكاملة، مقابل أن يحيد عن الشريعة في حكم واحد فقط، أي أن يعود الحكم بعد وفاة النبي محمد ﷺ إليهم، فقد تلقوا رفضاً قاطعاً.

 

هذا المثال كافٍ وحده لإقناعنا بأن فكرة التطبيق التدريجي للإسلام هي فخ من الغرب العلماني، الذي يريد غرس أفكار العلمانية في الأمة الإسلامية. ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالإثنين, 05 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع