- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أما آن يا أردوغان أن تتحرك؟!
الخبر:
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن (إسرائيل) تحتجز سكان غزة رهائن، مشيرا إلى أن تل أبيب تبدو "غير متحمسة" بشأن وقف إطلاق النار الدائم بالقطاع. (الجزيرة نت)
التعليق:
منذ بداية أحداث غزة ونحن نجد الحكومة التركية المتمثلة برئيسها وأعضاء حكومتها ووزير خارجيتها دائما يخرجون إلى الإعلام ليشرحوا لنا الصورة الواضحة التي يقرأها أصغر طفل في العالم، وهي أن شعب غزة مضطهد، وأن غزة ترتكب ضدها جرائم حرب، وأن الكيان الصهيوني كيان غاصب، ويجب أن نضع له حدا عن طريق الأمم المتحدة، وأيضا يتشدقون بالقول إننا تكلمنا مع أوروبا ولم تستجب لنا، وكأنهم ليسوا بدولة، دولة لها جيش معتبر، ولها وزنها في المجتمع الدولي كما يدعون! أما في ما يتعلق بقتل أهل سوريا والملف السوري، فإنهم يتعملقون ويجدون أنفسهم أصحاب قرار، فيقتلون وينهبون ويخططون لما هو ضد الإسلام!
واليوم يخرج علينا وزير الخارجية ليقول إن أهل غزة في سجن وأن أهل غزة مضطهدون! فلو كنتم رجالا تخافون الله لكنتم تحركتم بما لديكم من قوة عسكرية لنصرة فلسطين ونصرة أهل غزة.
إن كيان يهود قزّمته مجموعة من المجاهدين نذروا أنفسهم لله وليس معهم من السلاح إلا القليل ومع ذلك أبلوا بلاء حسنا، فأخزوا الحكومات العربية جميعها، وأفشلوا تنفيذ مخططاتهم في بلاد المسلمين. وتأتي أنت الذي لديك جيش كبير وقوة سياسية وقوة عسكرية وقوة ضغط خارجية وداخلية وتقوم بشرح الواقع؟!
لم نسمع منكم منذ بداية الحرب إلا (سنحاول.. نشجب.. نستنكر..) كل هذه العبارات لا ولن تزيدكم إلا عارا، ولن ترضى عنكم شعوبكم إلا بأن تسلخكم من عروشكم لأنكم أثبتم اليوم خيانتكم، فمنذ عشرات السنين وأنتم تتغنون بقضية فلسطين وأنها الخط الأحمر وأنه لا يمكن أن نتنازل عما هو لصالح فلسطين ولأهل فلسطين وأن القدس مسرى الرسول ﷺ ولن نتخلى عنها، بينما كل هذا هو افتراء وكذب واستغلال لشعوبكم ولدغدغة مشاعر المسلمين.
لم تتحركوا مع أنكم تملكون القدرة، والواقع السياسي والواقع العسكري الذي يسمح لكم أن تضغطوا على كل القوى الفاعلة في قتل أهل غزة. بل للأسف الشديد تدعمون الكيان بحجة أن لنا علاقات تجارية ولا نستطيع أن نقطعها!
إن الإسلام لا يقبل بهذا يا أردوغان! فالإسلام لا يجيز التعامل مع الدول المحاربة! وإنما يوجب قطع كل العلاقات معها، بما في ذلك التجارة. لكنكم لم تقطعوا علاقاتكم معهم، بل رفعتم مستوى التجارة مع الكيان الغاصب لتعوضوا النقص عنده، الذي كان نتاج فعل المجاهدين الأبطال الذين بثوا الرعب في جوانب هذا الكيان.
التاريخ سوف يكتب أنكم خونة وأنكم لم تنصروا أهل غزة وأنكم قتلتم أمة الإسلام، وسيحاسبكم الله في الآخرة وسنحاسبكم نحن في الدنيا إن شاء الله.
اليوم تتعرى قوى الخيانة ويتضح من هو الخائن والعميل، وأنهم يعتلون المناصب في هذه الدول من أجل قتل المسلمين، ولوأد قيام دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ولكن سيأتي من يخلعهم من عروشهم بل من جذورهم، ويلقي بهم في واد سحيق.
أيها المسلمون: لا تنخدعوا بما يقولون وانظروا إلى أفعالهم فهم يتملقون فقط ولا يملكون قرارا بل ينتظرون الضوء الأخضر من أسيادهم ليتحركوا، ويشجبوا ويعلوا أصواتهم ويحركوا إعلامهم بهتافات براقة كاذبة لإنقاذ غزة ونصرتها!
ففي بداية طوفان غزة ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال أنا عراب المنطقة وسوف أكون ضامنا للطرفين، وسوف نوقف هذه الحرب، ولكن حينما فشلت كل مخططاتهم ولم يستطيعوا أن ينفذوها نسي كلامه هذا نهائيا، والذي هو أصلا عبارة عن جعجعة وغير مقبول لدينا، فأفشلت المقاومة كل ما كان مخططاً لهم عبر صمود أهل غزة الذي يندى له الجبين.
إن صمود غزة اليوم برهن لكل العالم أننا كمسلمين لا نخاف هذه القوى التي تستعرض أمامنا، وأن الله معنا وهو ناصرنا، وأن الحق معنا، وسنسترد حقنا إن شاء الله وسوف تشرق شمس الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريبا على يد المخلصين، بإذن الله.
ونقول لكل مسلم مخلص، ولكل إنسان يسعى لأن يعيش في عزة وكرامة وليس في ذل الرأسمالية: أن يغذ السير مع حزب التحرير للوصول إلى تطبيق شرع الله على الأرض في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي