- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قرغيزستان على طريق الدكتاتورية
(مترجم)
الخبر:
قرّر النظام الحاكم في قرغيزستان وضع حد نهائياً للصحافة المستقلة. وهكذا، ففي 15 كانون الثاني/يناير، أجرى ضباط لجنة الدولة للأمن القومي عمليات تفتيش في مكتب البوابة الإلكترونية 24.KG وصادروا المعدات واحتجزوا المدير العام أسيل أوتورباييفا، بالإضافة إلى رئيسي التحرير ماهينور نيازوفا وأنطون ليمار. وفي 16 كانون الثاني/يناير، أجرى ضباط وزارة الداخلية عملية تفتيش في مكتب تيميروف لايف، وصادروا المعدات، واعتقلوا أيضاً 11 موظفاً حالياً وسابقاً وفتشوا منازلهم. وبعد الاستجواب، تمّ وضع 11 من أصل 14 معتقلاً في مركز الحبس الاحتياطي لمدة شهرين. والصحفيون من وكالة 24.KG متهمون بـ"الدعاية الحربية"، وتحاول قوات الأمن محاكمة الموظفين الحاليين والسابقين في مشاريع المحقق بولوت تيميروف بتهمة "الدّعوة إلى اضطرابات جماعية".
بولوت تيميروف ناشط في مجال حقوق الإنسان من قرغيزستان وصحفي معروف ومحقق في قضايا الفساد، ومؤسس قناة Temirov LIVE على اليوتيوب، والتي نُشرت من خلالها تحقيقات حول مخططات الفساد في الهيئات الحكومية في قرغيزستان. وفي عام 2022، داهمت السلطات مكتب تيميروف لايف ورحلت تيميروف من روسيا، على الرغم من أنه مواطن من قرغيزستان. ويعتبر بولوت تيميروف احتجاز موظفيه السابقين والحاليين بمثابة انتقام من الصحفيين الاستقصائيين الذين نشروا مشاريعه. ويعتقد تيميروف أنه "مع الأخذ في الاعتبار أن الموظفين الذين لم يعملوا لدينا لمدة عام ونصف قد تمّ احتجازهم، يمكننا القول إنّ الهدف هو التدمير الكامل لكل ما يتعلق بـ Temirov Live وAit Ait Dese قبل عامين، اعتقدوا أيضاً أن أفعالهم تدمر فريقنا، لكنهم فشلوا. الآن يبدو الأمر أشبه بالانتقام لحقيقة أننا نكشف عن أكاذيبهم ونظهر الحقيقة".
التعليق:
أما بالنسبة لبوابة 24.KG، فقد يكون السبب الحقيقي لاضطهادها مرتبطاً بتغطيتها للغزو الروسي لأوكرانيا؛ ففي أيلول/سبتمبر 2023، منعت السلطات الروسية الوصول إلى البوابة الموجودة على أراضيها بسبب تقاريرها عن هذه الحرب.
يتصرف صدر جباروف بشكل منهجي وفقاً للسيناريو الذي وضعه بوتين بالفعل في روسيا لتعزيز سلطته ونقل البلاد إلى دكتاتورية - تنظيم حرب، وتدمير وسائل الإعلام المستقلة، واعتقال المعارضين السياسيين، أو ما يسمى مكافحة "الإرهاب" وما تلا ذلك من تعزيز للخدمات الخاصة. وهذا ليس مفاجئا؛ فقد أفادت مصادر مختلفة منذ فترة طويلة أنّ موسكو أرسلت استراتيجيين سياسيين روس إلى جباروف "لاستعادة النظام" في قرغيزستان، ما يضمن سيطرة روسية مستقرة عليها من خلال رئيس مستعبَد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور