- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد الحكومة الأوزبيكية مساعدة كيان يهود عن طريق إرسال العمال؟!
الخبر:
بحسب وكالة رويترز، أعلنت حكومة كيان يهود في 4 شباط/فبراير الجاري أنها ستجلب 65 ألف عامل أجنبي من الهند وسريلانكا وأوزبيكستان. ويلاحظ أن (إسرائيل) تريد استبدال العمال الأجانب بالفلسطينيين. وبعد هجوم حماس على كيان يهود في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تم طرد حوالي 72 ألف عامل فلسطيني يعملون في مواقع البناء من البلاد لأسباب أمنية. حالياً، لا يزال حوالي 20 ألف عامل أجنبي يعملون في صناعة البناء، ونتيجة لذلك، تم إغلاق ما يقرب من نصف مواقع البناء في البلاد بسبب نقص العمالة. ومن المتوقع وصول دفعة جديدة من العمال الأجانب في الأسابيع المقبلة، بحسب متحدث باسم وزارة الإسكان (الإسرائيلية).
التعليق:
لقد مضى أكثر من 4 أشهر على بدء عملية طوفان الأقصى التي أعلنها المجاهدون في أرض فلسطين المباركة ضد كيان يهود الملعونين. ومن المعلوم أن حكومة أوزبيكستان قبل ذلك وبعده تتخذ موقفاً مماثلا للحكومات الخائنة في سائر البلاد الإسلامية، ما يعني دعم كيان يهود ومناقضة الشريعة الإسلامية، حيث إن تلك الحكومات في قضية فلسطين على وجه الخصوص، ترحب بالحل الأمريكي "شعبين - دولتين"، وتؤيد التخلي عن أراضينا المقدسة التي تسقى بدماء المجاهدين لصالح كيان الصهاينة الغاصبين. وإننا على يقين من أن أي واحد من أهلنا، لديه ذرة من الإيمان في قلبه، سوف يحذر من تقديم أي مساعدة لليهود ولو كانت يسيرة، حتى لو قدموا له ملايين الأموال وينفر من أموالهم الملطخة بدماء أهل فلسطين الأطهار.
إلا أن الحكومة الأوزبيكية لم تصدر حتى الآن أي رد رسمي في هذا الصدد. ومع ذلك، نأمل أن تفكر الحكومة ملياً في هذا الأمر، وترفض المساعدة التي طلبها كيان يهود الصهيوني، مع أنها حتى الآن لم تدر سياستها الداخلية والخارجية وفق التوجيهات الإسلامية، ولم تقم بأي من واجباتها على الوجه الصحيح. والحقيقة أن حزب التحرير في أوزبيكستان قد وضح الإجراءات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي من شأنها أن تنقذ الحكومة الأوزبيكية من هذه المسؤولية الثقيلة وتحافظ على سمعتها أمام مسلمي العالم، وخاصة عند شعبها. وكان من بين هذه الإجراءات قطع كافة العلاقات مع كيان يهود بما في ذلك إلغاء الاتفاقيات والعقود في المجال الاقتصادي. وبطبيعة الحال، من بينها أيضاً اتفاقية تبادل العمال الموقعة.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة لا ينبغي عليها أن ترفض فقط تزويد الصهاينة بعمال جدد، بل سيتعين عليها أيضاً إعادة أكثر من 10 آلاف مواطن أوزبيكي يعملون هناك بموجب هذا العقد. لأنه من غير المقبول على الإطلاق تقديم أي نوع من المساعدات التي من شأنها تعزيز أشد الناس عداوة لنا، اليهود الذين يذبحون بوحشية إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات في غزة، وخاصة الأطفال والنساء. يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ﴾.
وفي الوقت الذي يلقن فيه أهل الأرض المباركة فلسطين المجاهدون العالم أجمع دروساً عملية في الإيمان والشجاعة والتوكل والصبر والتقوى، فإن حكام البلاد الإسلامية في الحقيقة لا يخذلونهم فحسب، بل إنهم يدعمون اليهود بشتى الطرق وهذا يكسر ويطحن قلب كل مؤمن. ولا شك أن المسلمين يتعاطفون مع أهل غزة وفلسطين، ويريدون نصرتهم على الأقل بالدعاء ويلعنون هؤلاء الحكام الجبناء الخونة. وإننا نحذر الحكومة الأوزبيكية من أن تصبح ضحية لهذه اللعنات من خلال مساعدة كيان يهود الغاشم! ولا شك أن الله تعالى يقبل هذه الدعوات للمظلومين.
والحقيقة التي يفهمها العقلاء هي أنه بينما تشتد الكوارث الحالية، فإن الله يتيح فرصة أخرى للحكومة الأوزبيكية لوقف سياسة التبعية، والتوجه نحو الإسلام. ونأمل ألا تتجاهل الحكومة هذه الفرصة وأن تراعي معتقدات ووجهة نظر شعبنا المسلم، وأن تنتهج سياسات تنقذ نفسها من عار التبعية والمسؤولية الثقيلة. إن نصر الله لا شك فيه في أي خطوة تتخذ لنصرة الإسلام والمسلمين. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل – أوزبيكستان