- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد أن أدرك المخدوعون دور عدو الله السيسي؟
الخبر:
تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني خبر وصول شاحنة مؤن عملاقة إلى ميناء أسدود في فلسطين المحتلة انطلاقا من ميناء بورسعيد المصري، تحمل إمدادات لكيان يهود، وبعد التدقيق من قبل المراقبين في المواقع الملاحية المختصة تبين أنها ليست الرحلة الأولى لهذه السفينة أثناء حملة الإبادة التي يشنها الكيان المجرم على أهل غزة وفلسطين، بل إن السفينة تكاد تحصر رحلاتها من مصر إلى الكيان في الأشهر الماضية، لينضم بذلك نظام السيسي علنا إلى حظيرة الدول الخائنة المشاركة في دعم يهود وتغطية احتياجاتهم في حربهم على الإسلام وأهله، وعلى رأسهم تركيا والإمارات والسعودية والأردن. وتزامن هذا الحديث عن الناقلة مع تصريح بايدن المثير للجدل بأن السيسي هو من يصر على إغلاق معبر رفح أمام المساعدات لغزة المنكوبة وأن أمريكا هي من تقنعه بالعكس!!
التعليق:
لم يكن العقلاء يتوقعون من السيسي ومن خلفه في النظام المصري الحاكم غير هذا الولاء المطلق ليهود والعداء المطلق للمسلمين ولو كانوا أطفال غزة وأهلها العزل، فمن يحاصر شعب مصر ويفقرها ويدمر اقتصادها وشبابها ويفكك مجتمعها وينسف منظومة التعليم فيها ويحطم الطبقة الوسطى ويمعن في سحق ما دونها، ويحارب الحياة السياسية ويسجن المصلحين والمعارضين والأبرياء البسطاء، ويجفف النيل شريان الحياة فيها ويخرب أراضيها الزراعية، ويقتل مثقفيها ويهجر أهل سيناء وغيرها تنفيذا لرغبات العدو، وكل ذلك منه في خطة شيطانية مدروسة مكشوفة للعيان، مَن هذا عمله فلن يتورع عن حصار غزة ودعم كيان يهود لنصرتهم في تحقيق غايتهم، بل إن فعله هذا هو امتداد وتكامل لما يصنعه بمصر وشعبها، بحسب الدور الذي جهزه الغرب لأجله.
وبعيدا عن تبريرات أبواق النظام المصري فإن التململ الذي يعم الجيش المصري من المهانة والعار والذلة والخسة التي نالتهم من سياسات السيسي ومن معه، هذا التململ والضجر هو امتداد لغضب الشارع المصري الذي يقارب على الانفجار بسبب مجازر غزة من جهة وبسبب وضعه الداخلي المزري على جميع الصعد من جهة أخرى، وليس بعيدا أن ينفلت العقال المربوط بشدة على القوات المسلحة فتشهد مصر محاولات تمرد فردية أو جماعية أو حتى انقلابا عسكريا على السيسي ونظامه، ولعل التصريحات المسربة من كبار ضباط الجيش المصري توحي بدرجة الغليان أو ما قاربها، فهل يخرج في مصر اليوم من يأخذ على يد السيسي بل على رقبته، ويعيد لمصر الكنانة قاهرة المغول دورها التاريخي؟!
إن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، وإن الضربات التي لا تقصم ظهر الأمة تقويها، وإن من لا يوقظه الفكر والنذير، قد يوقظه القرع على الرأس بالمصائب والنكبات، وإن أمة فيها كتاب الله لا تموت مهما طال رقادها... وللحديث بقية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ عدنان مزيان
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير