- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عيون لا ترى الحقيقة
الخبر:
نشرت الجزيرة نت تحت عنوان: "ناشونال إنترست: إنهاء الحرب صعب للغاية حتى إن رحل نتنياهو غدا": أكد أكاديمي أمريكي أنه إذا أرادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إشراك (الإسرائيليين) في مبادراتها الدبلوماسية، فيجب عليها خفض طموحاتها الدبلوماسية وتركيز جهودها على التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب (الإسرائيلية) على غزة فقط بدلا من حل الدولتين ورحيل رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو عاجلا...
التعليق:
لو نظر الكاتب بعين الحقيقة لعلم أن لا إرادة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الضغط على كيان يهود لإيقاف الحرب، فهو أكبر زعيم في العالم، ويتحكم بمفاصل المجتمع الدولي وعلى قرارات كثير من الدول، ولا يعجزه فرض إيقاف الحرب بأي وسيلة كانت، سواء بالضغط الدولي أو العسكري أو الدبلوماسي أو أية وسيلة أخرى، فكل خيوط الكيان بيد أمريكا وهي التي صرح رئيسها أنه "لو لم تكن هناك (إسرائيل) لعملنا على إقامتها"، فهو يعلم معنى هذا الزرع الخبيث الذي أوجدته بريطانيا، وأمريكا اليوم تعزز وجوده مع ما اعتراه من ضعف، وانهيار بنيانه وقد دب الصراع بين أطيافهم الداخلية، وهي أهم أسباب بداية انهيار كيان يهود.
الحقيقة أن حل الدولتين لم يلد حتى يموت، فهو من أساليب الصراع الدولي ضد بريطانيا التي كانت تدعم الدولة الواحدة، وهو حل خبيث جدا، فتم اقتراح حل الدولتين كعنوان للعدالة الأمريكية، وتصديقا للشعارات الكاذبة التي حملتها، فأخذت هذا الحل للعزف على الوتر العاطفي للبلدان الإسلامية بأنها تراعي حقوق الشعب المظلوم.
واليوم حيث احتاجت للمنطقة بأن تكون آمنة مستقرة لتنفيذ مخططاتها، فقد دفعت نحو تحقيق هذه الأكذوبة مع علمها أن كيان يهود لا يدعم هذا الحل بل هو مرفوض تماما، فيهود يسعون إلى تحقيق دولة يهودية صرفة.
إن أمريكا تعي ذلك وتحاول تحقيق المستحيل بأن تبقي على كيان يهود، وتحافظ على هيبته التي مُرّغت بالتراب، وفي الوقت نفسه تريد منطقة آمنة داخل فلسطين، وحالة التطبيع على أعلى مستوى، وتريد إعادة السيطرة على خيوط اللعبة، وعلى القوى الفاعلة التي أصبحت متفلتة سواء من الكيان أو من القوة المتصاعدة للمجاهدين المخلصين.
لذلك فإن جميع دول العدوان المجتمعة ضد غزة في ورطة حقيقية سواء على الصعيد الداخلي لكل دولة، أو على الصعيد الدولي، فقد فضح العدوان تآمرهم ضد الإنسانية، وبذلك سوف نشهد بإذن الله تصدعاً في النسيج الداخلي لدول الغرب بشكل عام، وسوف يزيد الطين بلة الأزمة الاقتصادية التي أصبحت على الأبواب وضنك العيش الذي بدأ في أوروبا وأمريكا قياسا على ما كانت عليه من رفاهية، وكل ذلك سوف يجر العالم إلى فوضى عارمة قد تتفلت خيوطها وتأخذهم إلى حيث ما لا يحتسبون. وبذلك يتغير الواقع الدولي، وعلى أقل تقدير يلتهي بالملفات الداخلية على حساب الملفات الخارجية، وهذا الأمر مصيبة عليهم.
إن لدينا اليوم فرصة إن أحسنا استغلالها، وتمسكنا بثوابت ديننا، وبقضايانا الأساسية، فإن ذلك سيسهل علينا امتلاك قرارنا، والعمل الحقيقي لاستئناف الحياة الإسلامية، واستعادة عزنا المسلوب ومركزنا الحقيقي في هذه الدنيا، فنكون البلسم الشافي لجراح الإنسانية التي مزقتها الرأسمالية العفنة ونعيد لهذا الكوكب نوره بعد الظلمات التي خيمت عليه، والعدل بعد الظلم والقهر الذي عاناه.
فشدوا على السواعد وغذوا السير مع حزب التحرير الذي بذل وما زال من أجل إعادة دولة الخلافة وتحقيق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم