- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تآكل الدعم الغربي لأوكرانيا
الخبر:
أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن قواته تواجه وضعا معقدا جدا في بعض نقاط الجبهة مع تأثير تأخر المساعدات العسكرية الغربية على الوضع الميداني.
وأوضح زيلينسكي أن "الوضع بالغ الصعوبة في أجزاء عدة من خط الجبهة حيث حشدت القوات الروسية الحد الأقصى من الاحتياطيات. يستغلون التأخر في مساعدة أوكرانيا"، مضيفا أن "بلاده تعاني نقصا في القذائف المدفعية وتحتاج إلى أنظمة دفاع جوي على خط الجبهة وأسلحة أبعد مدى". (النشرة الدولية)
التعليق:
أصبح موضوع دعم الغرب لأوكرانيا حديث الساسة الأوكرانيين والأوروبيين وحتى الأمريكيين ومعهم الروس، ذلك بأن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الثالث دون بوادر حسم لصالح أي من الطرفين، فالحرب تراوح مكانها منذ زمن والمناوشات ما بين كر وفر بين طرفي الصراع.
الموقف الأمريكي هو سيد المواقف؛ فقد أوقف المساعدات لأوكرانيا منذ بداية العام الجاري بسبب رفض الكونجرس التصديق على حزمة المساعدات لأوكرانيا خلافا لطلب الرئيس بايدن، فأمريكا تريد بداية إنهاء الحرب وسوف يتبين موقفها أوضح بعد الانتخابات الرئاسية، فأمريكا تعاني من انقسام داخلي لم تشهده من قبل، والذي أدى لتباين سياسة الحزبين الخارجية، واختلاف الرؤية في إدارة مشاكل خارجية واضح للعيان، لذلك فإن تقليص المساعدات يعني أن الخط العريض هو الاتجاه لإنهاء الحرب.
أما الموقف الأوروبي فهو صعب للغاية؛ فبعد أن ورطتهم أمريكا في حشد العداء لروسيا ها هي تنسحب من ساحة المعركة فعلياً وقد ألقت بتبعاتها على ظهورهم ما أدى لتخبطهم ولخوفهم من المستقبل، فأجبرهم ذلك على دعم أوكرانيا إعلاميا أكثر مما هو حقيقة. فقد أشار وزير الجيوش الفرنسية إلى "الصعوبات" التي يواجهها الجيش الروسي بسبب "الجهود البطولية التي يقوم بها الجنود الأوكرانيون والمساعدات من قبل الدول الغربية"، قائلا إن "التحدي الآن يكمن في ضمان حفاظ أوكرانيا على قدراتها الدفاعية والهجومية المضادة"، وهو على وجه التحديد هدف الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه بين الجانبين. وكذلك موقف ألمانيا متخبط أيضا، حتى إن بولندا تغلق الحدود مع أوكرانيا.
روسيا تعلم أن قرار إنهاء الحرب هو مسألة وقت فقد تنفست الصعداء وتراهن على ذلك، فهي ترى أن الحل بالمفاوضات وإنهاء الأعمال العسكرية وجعل أوكرانيا دولتين على الأقل؛ قسم موالٍ لها وقسم للغرب، وبهذا ترى روسيا إبقاء عازل بينها وبين الناتو، بل إن إنهاء الحرب والاحتفاظ بما هو موجود لديها تعتبره انتصارا لها.
أما موقف أوكرانيا فصعب للغاية؛ فمن جهة يطالبون بتحرير كامل الأراضي المحتلة من قبل روسيا ويرفضون وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، ومن جهة أخرى يصرخون من تدني الدعم الغربي الذي يهدد أوكرانيا وانعكاساته على الحرب والجبهات، لكنهم يراهنون على أن أوروبا لن تتركهم لأنهم يقاتلون نيابة عنها ويدركون نقطة ضعف أوروبا وخوفها من روسيا. ولذلك أصبحت أوكرانيا في مهب الريح وتراهن وتقامر على حلفاء وأصدقاء؛ خذلها من خذل واستغلها من استغل، فقد تآكل التضامن والدعم الغربي لها حتى أصبح القادم مجهولاً ومربوطاً بيد الغرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي