- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مطالبة المسلمين بحصر أعمالهم في الحرمين الشريفين والبيت العتيق ببعض الأذكار!
الخبر:
قال رئيس الشؤون الدينية في الحرمين، الشيخ عبد الرحمن السديس، إنه لا مجال لرفع شعار في الحرمين إلا شعار التوحيد وشعار التلبية "لبيك اللهم لبيك". وأضاف السديس في لقاء تلفزيوني على هامش ندوة عن ذكرى يوم التأسيس اليوم: "البعد الأمني في الحرمين الشريفين عظيم ومهم، اقترن الأمن بالحرم الشريف منذ وُجد، ولهذا يجب على قاصد الحرمين الشريفين أن يراعي هذه الخاصية". وتابع: "أمن الحرمين خط أحمر لا يمكن المساس به، جعله الله مكاناً للعبادة وليس لرفع الشعارات ولا للهتافات، ونؤكد على القاصدين ألا تغلبهم الحماسة والعاطفة". وواصل الشيخ السديس: "عليكم بالدعاء والتوجه إلى الله، أنتم أيها القاصدون أتيتم لعبادة الله لأداء العمرة أو للزيارة أو للحج، وللنظر إلى في معالم هذا البيت العظيم، فلا تنصرفوا لغير العبادة". وختم: "لا ترفع شعارات في الحرمين إلا شعار التوحيد وشعار التلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك)". (صحيفة الوئام الإلكترونية، 2024/02/25م)
التعليق:
ظهر خطيب آل سعود عبد الرحمن السديس في المقابلة المشار إليها بالنبأ يوم 15 شعبان 1445هـ وذلك مع قناة الإخبارية حيث عرج على مواضيع منها ما أسماه "نعمة يوم تأسيس دولة آل سعود" وكأن تاريخ الخلفاء الراشدين بدأ به! كما تحدث عن "التأصيل الشرعي" له وأهمية استحضار الأدلة الشرعية لهذا اليوم "دينيا ووطنيا"! علما بأن تاريخ شيوخ دولته ومنهم ابن باز أصلوا لعكس ما ادعى السديس، حيث اشتهروا بتحريم "رابطة الوطنية". كما أطلق السديس "شعارات رنانة" عن فضل دولة آل سعود على المسلمين، مع أن أسرة آل سعود نهبت الملكية العامة للمسلمين عبر أكثر من 200 عام. كما تحدث السديس عن سيطرة آل سعود على قبلة المسلمين ومحل مناسكهم ومشاعرهم موهماً المسلمين بأن مغتصب أراضي المسلمين ومغتصب إدارة الأماكن المقدسة ينبغي الخضوع له وطأطأة الرؤوس له! فأتى بجديد لم يأته أسلافه، حيث لمح إلى أن استحضار ذكرى تأسيس دولة آل سعود من "صميم الدين" لما في ذلك من سمع وطاعة لمن أسماهم "أولي الأمر" أي آل سعود حسب زعمه، وأن دولة آل سعود قامت "على الكتاب والسنة" و"على تعزيز الوسطية والاعتدال"، و"على مكافحة العنف والإرهاب والتطرف والتنطع لأنها لا أقامت دينا ولا أحكمت دنيا وأصحابها لا للإسلام نصروا ولا للكفر كسروا" بحسب وصفه! وكأن عبد الرحمن السديس نسي منزلة "الجهاد والخلافة" وحذفهما من قاموس الدين واستبدل بهما مفهوم "الإرهاب والعنف" المدانين حسب دين آل سعود الأمريكي.
كما ذكر "شيخ البلاط" أن البلاد سلمت من الأحزاب الضالة والتنظيمات المشبوهة، مع أن آل سعود نشأوا كحزب ضال خارج على الخلافة العثمانية خروجا مسلحا وبدعم من الإنجليز! كما جاء بفرية أخرى وهي ارتباط "وطنية آل سعود" بالتوحيد والسنة والحرمين الشريفين واستقبال ضيوف الرحمن وتقديم خدمة كافة "قضايا الإسلام والمسلمين" والقضايا العالمية. فهل حقا يعيش السديس على الأرض ليحاكم مطابقة هذه الأقوال بواقع ما فعله آل سعود عبر التاريخ والذي لم يعد سوى أن يكون بوابة لخيانة دين الإسلام وقضايا المسلمين شرقا وغربا، سواء في الصين أو الهند أو العراق أو أفغانستان وصولا إلى الشام عبر التطبيع مع النظام البعثي الجزار والتطبيع مع كيان يهود والترويج للتطبيع معهم، عدا عن خيانة الإسلام في جزيرة العرب أي بلاد الحرمين عبر محو ما تبقى من أحكام الإسلام سواء على صعيد النظام الاجتماعي أو غيره عبر إنكار اشتراط وجود محارم للنساء، واستحلال بيع الخمر، وإعطاء الضوء الأخضر للأمر بالمنكر والنهي عن المعروف بفتح طول البلاد وعرضها للمغنيات الفاجرات والإباحيات، عدا عن تشجيع النساء للاسترجال وتمثيل الدولة داخليا وخارجيا في بطولات كرة القدم والمصارعة وعروض الأزياء، وأخيرا عرض أجسامهن للحصول على وسام "سيدة الدولة"؟! فهل غفل هذه الأمور أم على قلوب أقفالها؟!
ثم بعد كل شعاراته الرنانة لآل سعود في المقابلة حذر من رفع الشعارات والهتافات في الحرمين ودعا قاصدي الحرمين إلى تذكر الهدف النبيل من زيارتهم للحرمين ومراعاة البعد الأمني والاكتفاء بشعار التوحيد وشعار التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك" وعدم الانصراف إلى أي أمر من أمور الدنيا! فهل مناداة المسلمين بنصرة أهل غزة الذين يتم قتلهم على يد يهود، من أمور الدين وواجباته أم من أمور الدنيا؟ وهل استقدام الفاجرات والداعرات اللاتي يتم استقدامهن للبلاد على يد تركي الشيخ مستشار محمد بن سلمان من أمور الدين أم أمور الدنيا؟! وهل هناك أساسا فصل في الإسلام بين أمور الدين والدنيا عند القيام بأي عمل من الأعمال؟!
على الرغم من كل الأضاليل التي أتى بها الأفاك السديس فقد أفلح عندما قال "لله الحمد وعي المسلمين كثير ولله الحمد وكبير". نعم إن وعي المسلمين أصبح على درجة عالية من معرفة دجله ودجل غيره من سحرة فرعون وآل سعود وتآمرهم على قضايا الإسلام والمسلمين وعملهم على هدم الأحكام الشرعية ونصرة النظام الملكي المخالف لنظام الحكم في الإسلام. وهناك في أقواله ما يؤكد أن الوعي قد اشتد في الأمة وهو تأكيده على عدم الالتفات إلى من أسماهم "خونة الدين والأوطان" وعدم الإصغاء إلى "الشائعات المغرضة ولدعاة الفتنة الذين يسوؤهم ويحسدون هذه البلاد على ما يجدون في الحرمين الشريفين من نعمة الأمن والأمان والاطمئنان"، وقوله "نحن في هذه البلاد وولاة أمرنا في أمن وأمان وخير وصحة وعافية وحياة سعيدة". ويبدو من سياق الكلام أنه تم دفعه من النظام العميل للغرب، أي نظام آل سعود، للتحذير علنا من جموع المسلمين الذين يتطلعون بعد أن أصبحوا في مرحلة الغليان هذه، إلى الانتصار لشريعة ربهم ونصرة أهل غزة وغير أهل غزة في مشارق الأرض ومغاربها وقتال يهود، وليس للتطبيل لمستبقلي العراة والإباحيات ولا للتطبيل لمنكري السنة من حكام بلاد الحرمين العملاء.
ولأمثال دعيّ العلم هذا، نذكره وأمثاله بأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما روى أنه رأى رسولَ اللهِ ﷺ يَطوفُ بالكعبةِ وهوَ يقولُ: «ما أطيبَكِ وأطيبَ ريحَكِ! ما أعظمَكِ وأعظمَ حرمَتكِ! والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ لحُرمةُ المؤمنِ أعظمُ حُرمةً عِندَ اللهِ مِنكِ؛ مالُهُ ودمُهُ وأنْ يُظنَّ بهِ إلا خيراً».
فهل تساوي دماء المسلمين في غزة التي تسكب يوميا على يد كيان يهود منذ أربعة أشهر شيئا عند أدعياء العلم أمثال هذ السديس؟! وكل هذا بتآمر من نظام آل سعود ونظام تركيا ومصر والأردن وبتآمر حكام باقي بلاد المسلمين!! إن تصريحات السديس وأمثاله تشير إلى الهوة السحيقة بين الأمة الإسلامية وبين الحكام العملاء المسنودين بطبقة كهنة رجال الدين وطبقة من العسكر... ويا ليته سكت حتى لا يصيبه يوما ما حذاء أو "شبشب" على رأسه أو لحيته، كالحذاء الذي كاد أن يصيب رأس جورج بوش من قبل!
قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نزار جمال