- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التعاون مع البنك الدولي سيؤدي إلى كارثة
الخبر:
أكد وزير الطاقة القرغيزي أن 10 مديرين تنفيذيين للبنك الدولي قد وصلوا إلى قرغيزستان. ووفقا لقوله، فإن مثل هذا الحدث يحدث لأول مرة منذ 30 عاما. وقال الوزير: "البنك الدولي هو أحد الجهات المانحة التي تقدم القروض بشروط مفيدة. نحن نريد عقد صفقة معه بهذه الشروط. لقد فتحتُ محطة الطاقة الكهرومائية "قمبر-أوتا-1" لهؤلاء المانحين. نريد جذب المانحين من البنك الدولي. وقد تولى البنك الدولي مسؤولية تقديم الدعم الشامل لهذا المشروع. (...) وقدموا لنا منحة 2 مليون دولار وقرضا بقيمة 3 ملايين دولار". وأضاف الوزير أيضاً أنه أقنع البنك الدولي بتخصيص 500 مليون دولار لبناء "قمبر-أوتا-1".
التعليق:
إننا اليوم، نعيش في عصر تسود فيه الحضارة الرأسمالية (الديمقراطية)، ولا يوجد إنصاف ولا عدالة في هذه الحضارة، فالأقوياء فيها يقمعون الضعفاء ويسيطرون عليهم. لذلك، وعلى الرغم من نعم الله الغزيرة، فإن عدد الفقراء في العالم مرتفع للغاية، كما أن عدد اللاجئين لا يحصى؛ لأن الرأسمالية مبنية على قمع الناس وسرقة ثرواتهم.
القوة المهيمنة في العصر الحالي هي الولايات المتحدة. فلقد ظلت أمريكا تسرق ثروات شعوب البلدان الأخرى بوسائلها السياسية والاقتصادية. وإذا فشلت هذه الوسائل فسوف تدمر هذه البلدان بالحرب خلف الكواليس أو بالحرب المفتوحة.
أما البنك الدولي فهو إحدى أدوات أمريكا السياسية والاقتصادية، حيث تستخدم أمريكا البنك الدولي لسرقة ثروات البلدان الأخرى، وتدمير اقتصاداتها، وإغراقها في الديون.
قامت قرغيزستان منذ (استقلالها) بتنفيذ إصلاحات في قطاع الطاقة بناءً على المبادئ والتوجيهات والتوصيات والمشاريع الصادرة عن البنك الدولي. إن ديون قرغيزستان تتجاوز حاليا 5.5 مليار دولار، وتم إنفاق نصفها تقريبا على قطاع الطاقة هذا. ولكن قطاع الطاقة لم يُصلح، بل تحول إلى قطاع فاسد يحتاج إلى المزيد والمزيد من الأموال! وتجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي يمنح قروضه مقابل استيفاء شروط معينة، تشمل خصخصة قطاع الطاقة، وفتح المجال أمام الجهات الخاصة لتكون لهم حصة في هذا القطاع، وزيادة أسعار الكهرباء، وغيرها من الشروط.
ويبدو أن المسؤولين الحكوميين على استعداد للتعاون مع البنك الدولي وقبول شروطه، انطلاقاً مما قاله الوزير أعلاه عن "الشروط المفيدة"! لكن حتى الآن، لم يتم الكشف للجمهور عن الاتفاقيات المبرمة مع البنك الدولي وشروطها. ولذلك، ليس من المعروف ما هي الشروط التي سيتم فرضها، ولكن من المعروف ما هي النتائج الكارثية التي ستؤدي إليها. إن التعاون مع البنك الدولي سيؤدي في النهاية إلى نقل هذه الصناعة إلى أيدي الرأسماليين الإمبرياليين.
لذلك لا بد من وقف التعاون مع البنك الدولي والتخلي عن شروطه التي تصيب البلاد بالشلل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هارون عبد الحق – قرغيزستان