الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غزّة هاشم تصرخ: لا خلاص إلاّ بإقامة الأمة الإسلامية دولتها! (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غزّة هاشم تصرخ: لا خلاص إلاّ بإقامة الأمة الإسلامية دولتها!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أدانت منظمة التعاون الإسلامي الهجوم الذي شنته (إسرائيل) على الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في غزة. وأعربت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان مكتوب، عن إدانتها الشديدة للهجوم الشنيع الذي استهدفت فيه (إسرائيل) تجمعاً من المدنيين الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل العشرات وجرح وإصابة المئات. (وكالة الأناضول، 01/03/2024)

 

التعليق:

 

مع دخول مجزرة وحصار كيان يهود لأهل غزة الشهر السادس، تواصل منظمة التعاون الإسلامي إصدار رسائل إدانة مخزية. إن حكومات 57 دولة، تركت أهل غزة الشرفاء للمجاعة والإبادة الجماعية، تدينها أولا كما لو أنها لا تملك جيوشاً قوية تتكون من ملايين الجنود، ثم تحيل القضية إلى الأمم المتحدة، مؤسِّسة كيان يهود وحاميتهم!

 

على الرغم من أنّ الشياطين الصهاينة يرتكبون جرائم بشعة كل يوم في غزة، إلاّ أن هذه الحكومات لا تصدر سوى بيان من ثلاثة أسطر، وهذا هو موقفها المعتاد عندما يتعلق الأمر بالمذابح المأساوية التي تظهر في وسائل الإعلام. وفي بعض الأحيان، كما حدث في الاجتماع الذي استضافته مديرية الاتصالات الرئاسية في إسطنبول الأسبوع الماضي، يجتمعون على مستوى وزراء الإعلام للتصدي لأنشطة التضليل التي يقوم بها اليهود والتي تستهدف الرأي العام العالمي. وكأن كيان يهود لم يرتكب كل مجازره بشكل علني واستباقي. وجاء بيان الإدانة الأخير أيضاً بعد استشهاد 112 مسلماً أثناء انتظار وصول المساعدات جنوب مدينة غزة. وبينما كانت الدول الغربية المنافقة، التي شهدت مقتل أكثر من 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، تتحدث بطرف ألسنتها عن أهمية حماية المدنيين في آخر هجوم لليهود، انضمت إليهم منظمة التعاون الإسلامي.

 

والأشد خزياً هو أنّه بينما تتظاهر الحكومات الأعضاء في المنظمة علناً بالأسف على أهل غزة، تواصل تقديم الدعم اللوجستي لليهود من وراء الكواليس.

 

هؤلاء القادة، الذين تذكرهم الأمة الإسلامية بالغضب والكراهية، يتنافسون بالفعل بعضهم مع بعض حول الخيانة والإساءة. فبحسب تقرير نشرته وكالة قدس نيوز الفلسطينية في 23 شباط/فبراير، فإن تركيا والأردن هما الدولتان الأكثر تصديراً للخضراوات والفواكه إلى كيان يهود. لكن العاهل الأردني الملك عبد الله يحاول التستر على خيانته من خلال الظهور أمام العالم بزيه العسكري من طائرة مساعدات محمولة جواً إلى غزة. وحكومة أردوغان، التي ظلت تجمع أصوات الأمة منذ عقود بقولها "إذا انتصرنا، فإن فلسطين ستنتصر"، مشغولة بالبحث عن سمعة بجوار الدكتاتور المصري السيسي، الذي يدعم اليهود من خلال بناء الجدران تحت وفوق حدود غزة. كلهم ينظرون إلى الكلمتين اللتين ستخرجان من فم أمريكا، ولسان حالهم يقول "على أهل غزة والمقاومة الاستسلام للخطة الأمريكية في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن من العودة إلى التطبيع مع اليهود".

 

ما يحدث هو أنّ أمريكا، زعيمة الكفر، تستخدم الآن سلاح الجوع ضدّ غزة، والذي استخدمته أيضاً للسيطرة على الثورة الإسلامية السورية. إن كيان يهود الخسيس، مثل نظام الأسد المستبد وغيره، هو مجرد أداة. وهذه الحرب هي حرب الإسلام مع الكفر. الرئيس الأمريكي الخرف بايدن يهين الأمة الإسلامية بوعده بالهدنة أثناء تناوله الآيس كريم. لقد انحدرنا من زمن الخلفاء الراشدين الذين نثروا الحبوب على الجبال حتى لا تموت السباع في بلاد المسلمين إلى أيام أصبح أطفال المسلمين يقتلون بالجوع!

 

ولذلك، فقد وقعنا كأمة في مثل هذه الغفلة لدرجة أننا بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا باستمرار لماذا جعلنا الله نختبر هذا الإذلال. كيف خدَعَنا العالم حتى تطاردنا الأنظمة الفاسدة التي اتخذت من قيم وقوانين وتشريعات الغرب الفكرية والسياسية آلهة؟ إلى متى سنبقى في هذا الأسر البائس؟ متى سنتصرف كأمة حية ونرفض أن تداس مقدساتنا وتتكشف أجسادنا ونحن على قيد الحياة؟

 

إلى متى سيبقى الحكام الرويبضات عقبات تتحكم في مصيرنا وقراراتنا ومقدراتنا، وتمنعنا من قوتنا ووحدتنا وقوانيننا وجهادنا؟ إلى متى سنظل نلدغ من الجحر نفسه ألف مرّة؟!

 

الحقيقة هي أنّ ما حدث في غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية هو درس يجب تعلمه من حيث رؤية النقطة التي وصل إليها النضال الديمقراطي الخرافي بالمسلمين. الآن هو وقت الصحوة والقيامة. ويجب على الأمة الإسلامية الآن أن تنصب حاكمها وتقيم دولتها، الخلافة الراشدة. أحدث مثال على افتقارنا قرارنا، والذي بدأ بكسر درعنا قبل قرن من الزمان، هو غضب الذل والمهانة الذي نشهده في غزة يصرخ إلينا بهذه الحقيقة بمرارة شديدة.

 

﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أمين يلدريم

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع