- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الأمن هو السبب الرئيسي للاجتماع غير الرسمي بين رئيسي أوزبيكستان وكازاخستان؟
الخبر:
بدعوة من رئيس جمهورية أوزبيكستان شوكت ميرزياييف، قام رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف بزيارة بلادنا يوم 5 نيسان/أبريل. وأشار إلى أن توكاييف أيد اعتماد برنامج الشراكة الاستراتيجية والتحالف بين كازاخستان وأوزبيكستان حتى عام 2034. وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الأهمية الإقليمية، بما في ذلك تطور الوضع في أفغانستان. (موقع الرئاسة الأوزبيكية، 2024/04/05م)
التعليق:
يمكننا استخلاص بعض الاستنتاجات بعد النظر حول هذا الاجتماع غير الرسمي في خيوة. بداية، تجدر الإشارة إلى أن الرئيسين الأوزبيكي والكازاخستاني عقدا اجتماعات مع الصينيين قبل هذه الزيارة. وفي الفترة من 28 إلى 29 آذار/مارس، كان توكاييف في الصين في زيارة عملية، وفي 1 نيسان/أبريل، استقبل ميرزياييف وفداً برئاسة وانغ شياو هون، عضو مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية ووزير الأمن العام.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارات وحفلات الاستقبال لرئيسي البلدين جاءت على خلفية الهجوم المسلح على قاعة مدينة كروكوس في روسيا يوم 22 آذار/مارس الماضي. ومن المعروف أن أجهزة الأمن الروسية ألقت باللوم على الطاجيك في هذا الهجوم وعاملتهم بوحشية. بعد ذلك، أصبح المجتمع الروسي مغطى ليس فقط بالكراهية والتعصب تجاه الطاجيك، ولكن أيضاً بسكان آسيا الوسطى، فضلاً عن موجة قوية من الإسلاموفوبيا. واقترح عدد من المسؤولين تقييد الدخول إلى روسيا بالنسبة لمواطني آسيا الوسطى وحتى إدخال نظام التأشيرات، على الرغم من أن بوتين ومسؤولين آخرين زعموا أن أوكرانيا والغرب يقفان وراء الهجوم المسلح. وبحسب سبوتنيك، بحسب الخدمة الصحفية لمكتب المدعي العام الروسي، خلال اللقاء الذي عقد وقت زيارة المدعي العام الأوزبيكي إلى روسيا، استذكر المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة موسكو منذ 10 أيام وأدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص، معتبرا أن هذا الخطر قائم على أوزبيكستان أيضا. كما ادعى بعض المسؤولين الروس أن هجمات الطائرات بدون طيار على مصنع لتصنيع الطائرات بدون طيار ومصفاة نفط في تتارستان ربما تم تنفيذها من كازاخستان. ويبدو أن تصريحات مسؤولي نظام بوتين بهذه اللهجة التهديدية أثارت قلق الجانب الكازاخستاني بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، قبل بضعة أشهر، ألقى المروجون للدعاية الروسية خطابات مهينة مختلفة موجهة إلى أوزبيكستان أيضا. ففي نهاية المطاف، لم تعد مثل هذه التهديدات والمؤامرات التي ينفذها الشوفينيون الروس حديثة. بل وحتى الآن، كان نظام بوتين والدعاية الروسية يعاملون كازاخستان وأوزبيكستان بالوقاحة والنفاق كما كان في زمان الاتحاد السوفيتي...
وبناء على ذلك، يمكن القول إن الوضع غير المستقر بشكل متزايد يشجع رئاسة كازاخستان وأوزبيكستان على الاعتماد بشكل أكبر على الصين، بمعنى آخر، لتعميق العلاقات معها واستخدامها كقوة مضادة في مواجهة التهديدات المحتملة من روسيا. ومن ناحية أخرى، فإن الصين مهتمة بالسلام في آسيا الوسطى سواء بسبب مشروعها الطموح "حزام واحد، طريق واحد" أو لحماية استثماراتها. ويمكن تفسير اعتماد توكاييف وميرزياييف على الصين من خلال تأثيرها الكبير على روسيا، بأن الصين اليوم هي المستهلك الرئيسي للنفط والغاز الذي يبقي روسيا على قيد الحياة! ولذلك، واستنادا إلى اللقاءات الأخيرة التي عقدها رئيسا هذه المنطقة مع الصينيين، يمكن القول إن الموضوع الرئيسي للنقاش في اجتماع خيوة كان تنسيق العمل المشترك وتعزيز علاقات التحالف في مواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا، فضلاً عن تحقيق مصالح الصين التي تنظر إليها على أنها حامية محتملة ضد التهديد الروسي. وهذا ما يؤكده تصريح توكاييف بأن الترادف الكازاخستاني الأوزبيكي ضرورة حيوية، وأنه لا يمكن ضمان التنمية المستقرة للبلدين إلا معاً وبشكل علني.
لا شك أن كلمات توكاييف تحمل روحاً، ولكن الوحدة لا يمكن أن تتحقق من دون مبدأ قوي ومستقر يقوم على الحق والعدالة. وبالطريقة نفسها، فإن الاعتماد على مستعمرين آخرين مثل الصين أو أمريكا للحماية من التهديدات المحتملة من روسيا لن يؤدي إلى نتائج جيدة ومنجية، لأنه من المستحيل وضع حد للعبودية والذل بزيادة الأسياد أو تغييرهم! إن الطريقة الصحيحة والأكثر موثوقية بالنسبة لنا نحن المسلمين هي أن نتوحد على أساس ديننا الإسلام وأن نوجد قوة لا تقهر! وبطبيعة الحال، كان المسلمون دائما أعزاء أقوياء فقط بالإسلام الذي أنزله الله سبحانه !
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل – أوزبيكستان