الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سيادة حكم الشرع توجِد الاستقرار يا برهان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سيادة حكم الشرع توجِد الاستقرار يا برهان

الخبر:

 

دعا البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني أهل همشكوريب إلى الاستمرار في التضرع والدعاء لنصرة القوات المسلحة في معركتها ضد المرتزقة والمتمردين، مؤكداً أن القوات المسلحة هي صمام أمان السودان.

 

التعليق:

 

إن الدعاء هو حكم من أحكام الله بل هو كما قال الرسول ﷺ في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي»، رواه أحمد في المسند، والبخاري في الأدب المفرد. فالدعاء لا ينفصل عن بقية أحكام الله لأن الطاعة لا تتجزأ والدين لا يتبعض. فليس بالدعاء وحده يوجد الأمن والاستقرار والطمأنينة، بل لا بد من سيادة حكم الشرع، فبها يتحقق الاستقرار والطمأنينة، وهو ما يقابله عند الغرب الكافر سيادة حكم القانون، وهو ما يسعى الغرب لتحقيقه حتى يوجد الاستقرار والطمأنينة.

 

وسيادة حكم القانون عند الغرب ليس لها في نفوسهم سوى سلطان معنوي أو أخلاقي. أما سيادة حكم الشرع فلها في نفوس المسلمين ما هو أعلى من السلطان المادي، أو المعنوي؛ فلها في نفوسهم سلطان روحي، لأنهم يعبدون الله بهذه الأحكام، ويخافون عذابه، ويرجون بها جنته، بل يطمعون فيما هو أعلى من ذلك وهو رضوان الله عز وجل. قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾. ولكن البرهان يجعل السيادة له في مجلس التمثيل والتمثالِ، ويحتكم للشرعة الدولية، ويشترك في المنظمات الطاغوتية مثل منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية مثل الإيقاد وغيرها.

 

والآن البرهان يدير حرباً عبر عنها بنفسه قائلا بأنها "حرب عبثية"، كما عبر عنها حميدتي قائلا: "المنتصر فيها خسران". فهذه الحرب القاتل فيها والمقتول في النار. قال ﷺ «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، فعجبا بعد هذا أن يطلب النصر من الله بالدعاء والتضرع لله!

 

فالنصر والاستقرار والطمأنينة لا يتحقق إلا بسيادة حكم الشرع، روى البيهقي ومحمد بن خلف "وكيع" في "أخبار القضاة"، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: "لَمَّا وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَّى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْقَضَاءَ، وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَالَ، وَقَالَ: أَعَينُونِي، فَمَكَثَ عُمَرُ سَنَةً لَا يَأْتِيهِ اثْنَانِ، أَوْ لَا يَقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ. فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء، فقال له أبو بكر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين، عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يُقصِّر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب واسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟ ففيم يختصمون؟".

 

إن سيادة حكم الشرع توجد الاستقرار والطمأنينة حتما في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وليس في دولة وطنية. قال رسول الله ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ»، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع