- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
توحيد الأمة الإسلامية وقادتها هو المفتاح لإحياء المسلمين على الصعيد العالمي
الخبر:
أصبحت حرب كيان يهود على غزة مصدر قلق جيوسياسي مهم في جنوب شرق آسيا، متجاوزة حتى النزاع في بحر الصين الجنوبي. وعلى الرغم من بعده جغرافياً، إلا أن الصراع يلقى صدى عميقاً بين أهل هذه المنطقة؛ فأكثر من 40% من سكان جنوب شرق آسيا هم مسلمون، حيث أغلبية سكان إندونيسيا وماليزيا وبروناي من المسلمين. سنغافورة، حيث يشكل المسلمون حوالي 15% من سكانها، تسلط الضوء أيضاً على هذا الصراع كواحدة من أهم القضايا. وقد كشفت دراسة أجراها مركز دراسات جنوب آسيا في معهد يوسف إسحاق للدراسات الأسيوية عن أن حرب كيان يهود على غزة أثرت على السياسة الداخلية في الدول ذات الأغلبية المسلمة في جنوب شرق آسيا. وهناك آراء متباينة، حيث تدين بعض الدول هجمات حماس على كيان يهود، بينما تعبر بعضها عن تضامنها مع الفلسطينيين. ويشدد المستجيبون على أهمية الالتزام بالقانون الدولي ودعم وقف لإطلاق النار. وتحافظ سنغافورة على موقف مبدئي، حيث تدعو إلى حل الدولتين عبر التفاوض. وتحظى حكومات إندونيسيا وبروناي وماليزيا بتأييد قوي لدعمها الثابت لقضية الفلسطينيين. تواجه الأزمة تحديات في تجاوز الانقسامات الدينية والحفاظ على الوحدة الإقليمية. (المصدر)
التعليق:
تظل قضية احتلال يهود لفلسطين وحربهم على غزة قضية أساسية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في جنوب شرق آسيا ولكن أيضاً في أجزاء أخرى من العالم مثل أفريقيا وأمريكا وأوروبا وأستراليا وغيرها. وهذا يؤكد على الروح الدائمة للأخوة بين المسلمين، بغض النظر عما إذا كانوا يعيشون في مناطق ذات أغلبية مسلمة أو كانوا قلة. وهي توضح واجب الإيمان بأوامر الله ورسوله، وتؤكد على الأخوة بين المسلمين، مثل هيكل متماسك يشد بعضه بعضا أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.
هذه الوحدة المبنية على الإيمان كانت تشكل في الماضي أقوى قوة للأمة، فكانت ترعب أعداءها وتضمن انتصاراتها في الأزمنة الماضية. ومع ذلك، يمكن أن تتحول هذه القوة الروحية إلى قوة مادية عندما يدعمها حكام يشتركون في الحماسة نفسها للأخوة الإسلامية والإيمان.
في الوقت الحالي، وبينما يقف المسلمون موحدين في دعم صراع إخوتهم في غزة، يختار حكامهم التقرب من أعداء الأمة، وتفضيل مصالحهم السياسية الخاصة. هذا التباين بين تطلعات الشعوب الإسلامية وأجندة حكامهم يزيد من الفوضى والمحن والاستعباد الذي يعانيه المسلمون.
لذا، فإن أكثر أجندة عاجلة للمسلمين اليوم هي توحيد أفكارهم ومشاعرهم، والسعي جماعياً لإقامة سلطة أساسها العقيدة الإسلامية وجعل مصلحة الأمة هي الأولوية. ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال جهود لا تتوقف للتفاعل مع المجتمع، ونشر الإسلام، ونبذ عقائد الكفر، وفضح أجندات الفاسدين في السلطة التي تتعارض مع أحكام الإسلام. اللهم امنحنا القوة والثبات والصبر في كفاحنا. اللهم آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله أسوار