- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية تقتل نفسها بنفسها
الخبر:
حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، من أن التضخم المرتفع باستمرار من المرجح أن يؤخر أي خفض في أسعار الفائدة الفيدرالية حتى وقت لاحق من هذا العام لأن "البيانات الأخيرة لم تمنحنا ثقة أكبر بشكل واضح" في أن زيادات الأسعار تحت السيطرة. وتابع قائلا: "في الوقت الحالي، نظرا لقوة سوق العمل والتقدم بالنسبة للتضخم حتى الآن، من المناسب السماح للسياسة التقييدية بمزيد من الوقت للعمل، والسماح للبيانات والتوقعات المتغيرة بإرشادنا".
جاءت هذه التصريحات في أعقاب خطاب سابق ألقاه نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون، والذي بدا أيضا أنه يثير احتمال ألا ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة تخفيضات هذا العام في سعر الفائدة الرئيسية، والذي يقف عند أعلى مستوى له منذ عقود عدة بعد 11 زيادة لأسعار الفائدة بدأت قبل عامين، وأضاف رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في رتشموند إن بعض البيانات الأخيرة، بما في ذلك مؤشر المستهلكين لم تكن داعمة للهبوط الناعم. (سكاي نيوز عربية، 2024/04/17م)
التعليق:
إن كل المؤشرات تدل على الحالة غير الصحية التي يعاني منها الدولار بشكل خاص والاقتصاد الأمريكي بشكل عام، ولن يكون ذلك في صالح استمرار المستثمرين في دعم الاستثمار في الدولار، وقد يزعزع ثقتهم. ويأتي هذا في مرحلة انتخابات ستكون عصيبة وفريدة بأحداثها، وقد تكون الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية مجتمعة، وقد يؤدي الركود، الذي يتبع التضخم الذي لا سبيل حتى الآن للتخلص منه مع تعدد وتلون الفيدرالي في الأساليب والحلول، قد يؤدي إلى شل حركة الاقتصاد بشكل غير مسبوق.
ولذلك نجد أن الملفات السياسية الثقيلة التي على كاهل الحكومة الأمريكية تشكل أيضا عبئا إضافيا. ولو كان هناك من ينافس الولايات المتحدة على مكانتها الدولية لكانت النتائج في صالحه بكل تأكيد، ولكن لم يلاحظ البعض الضعف الكبير الذي يحيط بهذه الدولة على الصعيد الداخلي بالدرجة الأولى، وعلى الصعيد الدولي مع تداعي أهم ركائز القانون الدولي وأبرز القواعد الدولية التي كانت تُحترم ويُعمل بها، وهذا سوف يدفع أغلب الدول وخاصة مع ضغط شعوبها، للبحث عن بديل لهذا النظام العالمي المهترئ، الذي لم يبق منه حقيقة إلا العقد الاقتصادي الذي يربط اقتصاد هذه الدول بالدولة الأولى؛ الولايات المتحدة. ومع انفراط هذا العقد الاقتصادي، وهو قاب قوسين أو أدنى، سنلاحظ تفرق وتشتت دول العالم، وسقوط أعمدة المجتمع الدولي، والتي لم تعد تحتمل الوقوف؛ ما سوف يتيح المجال للدول الناشئة خاصة إذا كانت من خارج النظام العالمي الحالي. ولا يوجد دول ناشئة تستطيع الولادة قوية وتحتمل الظروف الراهنة وبيدها حل ومنهج يجنب العالم الويلات التي جرتها عليها الرأسمالية سوى مبدأ الإسلام الذي أنزل من رب العزة سبحانه لحل ومعالجة علاقات الإنسان كلها ويوافق فطرته.
فيا أيها العقلاء في هذا العالم، إن الهاوية أمامكم لا محالة، وأنتم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما السقوط فيها وتنتظرون مصيركم هناك، أو تتخلصون من هذه الرأسمالية الجشعة.
إن ترياق الحياة الذي يناسب البشرية هو بين أيديكم أيها المسلمون، وهو مبدأ فريد رباني فيه سعادة البشر وعودة عزهم وإنسانيتهم، فهبوا إلى استئناف الحياة الإسلامية وتطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة، لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن شر الرأسمالية وجشعها إلى عدل الإسلام.
وإن الله متم نوره ولو كره الكافرون ولكن أين نحن من هذا النور؛ هل سنكون من المستخلَفين الأبرار أم من المستبدَلين؟ الخيار في أيدينا! قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل عبد الكريم