- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عام على الحرب في السودان
الخبر:
مع مرور عام على هذا الاقتتال في السودان تفاعل مع الذكرى الأولى للحرب جمهور منصات التواصل ومنظمات سودانية وعالمية عبر عدة وسوم منها، #ّذكرى_حرب_15_أبريل، #السودان_عام_من_الحرب، #السودانيون_يستحقون_السلام، وغيرها من الوسوم التي سلطت الضوء على ما يعانيه المواطن السوداني بعد عام من الحرب.
وقال مغردون إن الحرب في السودان تدخل عامها الثاني بين الجيش السوداني وقوات حميدتي ولا يزال المواطن السوداني هو من يدفع الثمن غاليا، وإنه لا يزال يواجه أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات من قبل مليشيا الدعم السريع من قتل وسرقة ونهب واغتصاب، وما زالت عمليات التهجير القسري وحرق القرى مستمرة، ولا يزال هناك الآلاف من المعتقلين يواجهون يوميا أقسى أنواع التعذيب في معتقلات الدعم السريع، بحسب قول أحدهم. (الجزيرة نت، 2024/04/15م)
التعليق:
ها قد مر عام على الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وما تزال مستمرة ومستعرة سجالا كر وفر بين طرفين كانا حليفين طوال السنوات السابقة؛ فقوات الدعم السريع تتمركز في الخرطوم وتحتل قرابة الـ90% منها، والجيش في جزء من أم درمان الإقليم الشمالي والشرقي وهكذا...
والخاسر الأكبر في هذه الحرب العبثية التي قضت على الأخضر واليابس هو إنسان هذا البلد المغلوب على أمره قبل الحرب وبعدها. فقد وقعت خسائر لا حد لها، في الأنفس والممتلكات وخراب ودمار لم يشهد له السودان مثيلا، لا في الوقت القريب ولا البعيد، ولا تكاد تمر ساعة من زمن إلا وتأتينا الأخبار بالقتل والسحل والترويع والتهجير القسري... حتى صارت بعض القرى خالية من السكان تماما وفرّوا من مناطقهم خوفا على أرواحهم وممتلكاتهم.
إن المتتبع للأحداث في السودان يدرك إدراكا جازما أن هذه الحرب تأخذ طابعا دوليا وأنه صراع عنيف بين أمريكا وأوروبا، وأن أمريكا هي من صنعت هذه الحرب وهي من تديرها.
إن هذه الاشتباكات الحاصلة اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هي اشتباكات تديرها أمريكا في القتال والهدنة، وذلك لنقل الصراعات السياسية في السودان وبشكل حاد إلى ساحة جديدة، ساحة رسمتها أمريكا لتبعد عملاء الإنجليز والأوروبيين عن مركز الصراع، ومن ثم تتحكم أمريكا بأطرافه، وهي لا يهمها عدد القتلى والجرحى ولا يهمها تدمير السودان وآلياته العسكرية...
إن أمريكا تريد أن يستمر نفوذها في السودان دون أن تنازعها أوروبا فيه، ولها في ذلك سابقة، فقد استمر نفوذها نحو 30 سنة في عهد البشير... ولما أرادت الاستغناء عنه جاءت برجال أنشأهم هو كحميدتي وممن كانوا يعملون معه كالبرهان...
فالبرهان وحميدتي ما هم إلا عملاء بل وغارقون في مستنقع العمالة الآسن حتى آذانهم، وها هم يضحون بأهل السودان وأمنه دون أن يرتجف لهم جفن ولا يبالون في سبيل إرضاء سيدتهم أمريكا حتى ولو قتل أهل السودان جميعا في سبيل تمرير المخطط الأمريكي.
وكذلك جماعة أوروبا من المدنيين لا يقلون عنهم سوءاً، فكلهم عبيد مخلصين لأسيادهم. كيف لا وهم قد تسربلوا بثوب العمالة والذل والهوان والطاعة العمياء لأعداء هذه الأمة الكريمة!
فهذه هي قيمة أهل السودان في نظر هؤلاء الساسة المأجورين، فهم لا يستحقون في نظرهم غير ما وقع عليهم من قتل وسحل وتشريد واغتصاب... فهؤلاء ليس لهم علاقة بهذه الأمة الكريمة وإنما علاقتهم هي بأسيادهم. وهذه هي مقتضيات العمالة ومقتضيات النظام الرأسمالي الذي لا يقيم وزنا للإنسان بل لا يقيمون وزنا إلا لمصالحهم وينفذونها عبر عملائهم الرويبضات.
ولا قيمة ولا كرامة للإنسان إلا في ظل نظام يجعل الإسلام أساسا له، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة العائدة قريبا بإذن الله، والتي كان يقول خليفتها: "لو عثرت بغلة في العراق، لسألني الله - أو قال: لخفت أن يسألني الله - عنها: لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر"، فما بالك بأعظم مخلوقات الله تعالى؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان