- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام بريء مما تدعون له
الخبر:
تطرق برنامج (on est la) "احنا هوني" مع مريم بلقاضي على قناة تلفزه tv إلى الضجة التي أحدثها المعرض الدولي للكتاب من خلال توزيع الكتيبات "سين جيم الجنسانية" تحت إشراف صندوق الأمم المتحدة للإسكان والجمعية التونسية للصحة الإنجابية، وتوزع هذه الكتب مجانا. وقد اعتبر أحد ضيوف البرنامج أن هذه الكراسات على عكس ما يقال لا تشجع على المثلية الجنسية بل ستقضي على الاغتصاب والتحرش، وأن ما حدث هو زوبعة في فنجان! وأضاف قائلا إن المثلية الجنسية ليست اختياراً بل هو ميل يخلقه الله في الإنسان فعلينا أن نرفق بهم ففي القديم كانوا ينزلونهم من أعلى جبل.
التعليق:
من المعلوم أن منظمة الأمم المتحدة أنشئت أساسا لمحاربة الإسلام والمسلمين، فتضخ الأموال الطائلة في سبيل تحقيق غاياتها الخبيثة ثم يأتي وكلاء هذه المنظمة وغيرها من دمى الغرب ليدافع عن العمل الجبار الذي تقوم به هذه المنظمة وأن الغاية من هذه الكراسات هي نشر الوعي حتى نكسر القيود ونجيب عن أسئلة تراود كل شخص، ولكن دائما ما تقابل تلك الأسئلة بالصد أو السكوت، أو أن هذا عيب وحرام! بل الأدهى والأمر من هذا أن يقال إن هذه الكراسات ستقضي على التحرش والاغتصاب! ولكن حين نتصفح إحدى هذه الكراسات نجد أنه يحق لكل شخص ممارسة عديد العلاقات ولكن في إطار علم كل طرف من هذه الأطراف! فيا للعجب والازدواجية!! يمنعون تعدد الزوجات باعتباره امتهاناً للمرأة وذلاً لها ويقننون ويبيحون تعدد العلاقات المحرمة مهما كان الجنس! فهذا مفهوم الحرية الشخصية النابع من عقيدة فصل الدين عن الدولة، فلا توجد ضوابط وحدود، بل كل شيء مباح متاح! هكذا أهلكوا النسل والحرث فلم يحققوا راحة ولا سعادة بل جلبوا الخراب والدمار، فالشذوذ والخروج عن الفطرة السليمة والإشباعات الخاطئة التي تصل إلى الشذوذ الجنسي ليست ميولاً ولا خلقاً لله عز وجل، إن الله بريء مما يدعون له، فسبحانه وتعالى ليس بظلام للعبيد. قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾، وقال سبحانه: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
إن الشذوذ الجنسي ومفهوم الجندرة هي أفكار هدامة أوجدها النظام الرأسمالي، أما نظام الإسلام فقد جعل حد الرمي من أعلى قمة للقضاء على الفساد والرذيلة، وهذه حدود الله عز وجل حتى لا تشيع الفاحشة بين الناس كما هو الحال الآن. إن التربية هي عملية شاقة تشارك فيها الأسرة والدولة لتصنع أجيالا وتكون شخصيات قيادية.
فالإسلام جعل لكل سؤال جواب، أجوبة تقنع العقل ويطمئن لها القلب وتحقق التوازن، فأول خطوة في الإسلام هي طريق الإيمان، فالنشء منذ نعومة أظفاره تراوده أسئلة علينا الإجابة عليها بطريقة مبسطة حسب درجة فهمه، وحتى لا يبحث عن إجابات قد تؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه، ففي ظل غياب الإسلام بوصفه نظام حياة، وبغياب دولة ترعانا بأحكام الإسلام فإن العبء ثقيل على الآباء، فهم مطالبون بتوعية أبنائهم وتثقيفهم بالإسلام حتى لا ينجرفوا إلى تيار الفساد، فلا صلاح إلا بنظام من لدن لطيف خبير بعباده، نظام يقضي على الفساد والمفسدين الذين يكيدون للإسلام وأهله. ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. زينب بن رحومة