- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة الهجرة غير النظامية: هل يكون الحل بيد أوروبا؟
الخبر:
أعلن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، عن تحرك عالمي لوقف تدفقات الهجرة غير النظامية، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء. وجاء إعلان بيانتيدوسي، في كوبنهاجن، خلال "مؤتمر الهجرة من أجل خلق شراكات عالمية" الذي نظمته الدنمارك بالتعاون مع المفوضية الأوروبية، استكمالاً للمؤتمر الدولي الذي عقد في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في بروكسل.
وخلال المؤتمر، قال بيانتيدوسي: "بصفتنا أعضاء في التحالف العالمي، قررنا العمل بشكل موحد لمنع تدفقات الهجرة غير النظامية، ومكافحة المتاجرين بالبشر من خلال معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس إلى المغادرة"، موضحاً أن الاتجار بالمهاجرين "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ويعرض حياة الأشخاص المعنيين للخطر وينتهك حق كل دولة ذات سيادة في تنظيم دخول المواطنين الأجانب إلى أراضيها".
وتابع بيانتيدوسي: "في الأسبوع الماضي في روما، قمنا مع زملاء من الجزائر وليبيا وتونس بإنشاء منصة تسمح لنا بالانتقال من التعاون الثنائي إلى نهج إقليمي استراتيجي، لكننا ندرك تماماً أن التحدي في معالجة هذا الحجم أولا وقبل كل شيء على المستوى الأوروبي". (بوابة الوسط)
التعليق:
هذا المؤتمر في كوبنهاجن الذي يعنى بخلق الشراكات من أجل بحث موضوع الهجرة غير النظامية، تضمن مشاركة لكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج منير بن رجيبة، فكانت له مداخلة تطرق فيها إلى المبادرات التي انخرطت فيها تونس مؤخرا في إطار معالجة موضوع الهجرة، كان آخرها إطلاق مسار روما بمبادرة تونسية إيطالية حسب تصريحاته.
وهنا نقف لنتساءل، من يصدق أن الأزمة التي صنعها الاستعمار الأوروبي لأفريقيا والتي صارت عبئا على حكومات شمال أفريقيا، تُحلّ في عواصم الغرب الرأسمالي وأن هذه الحلول تصب في صالح البلدان المفقرة؟ من يصدق أن المؤتمرات الأوروبية التي تبحث موضوع الهجرة غير النظامية ستتمخض عن حلول لصالح المستعمرات الأوروبية في أفريقيا؟!
الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، هي مشكلة صنعتها أوروبا نفسها وتحولت إلى صداع في رأسها بعد عقود من النهب المنظم لخيرات أفريقيا، ولذلك هي تعقد الاجتماعات والمؤتمرات وتطلق المبادرات من أجل حلّها وكبح جماحها، وفق رؤيتها الاستعمارية ومصالحها الرأسمالية، أما دول شمال أفريقيا فيُراد لها أن تتحول إلى شرطة حدود وجدار صد لجحافل المهاجرين "غير النظاميين"، لتتفرغ الحكومات لملاحقة هؤلاء في الصحاري وبين السهول والوديان، وتتكفل بمهمة حراسة حدود أوروبا، فترفض توطينهم "كلاميّا" وتنخرط في مبادرات أوروبا فعليّا، وتدفع تكلفة هذه السياسات الاستعمارية أضعافا مضاعفة، بتقاسم الفقر مع أفارقة جنوب الصحراء.
من البداهة إذن، أن الحلول المقترحة من قبل أوروبا لمشكلة الهجرة، لا تخدم إلا مصلحة أوروبا، وأن حلّها بما يخدم مصالح المسلمين لا يُستود ممن صنع الأزمة من الكفار المستعمرين أصحاب الحضارة المتصدعة، وإنما من الإسلام العظيم ومشروعه التحرري (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) الذي سيفك الارتباط بكل السياسات الاستعمارية بإذن الله. قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس