أمريكا.. فيكِ الخصام وأنتِ الخصم والحكم!

الخبر:

 

الرئيس الأمريكي بايدن عن مقترحه لإيقاف الحرب على غزة: "الاتفاق سيسمح لـ(إسرائيل) بالاندماج في المنطقة والتوصل لاتفاق تاريخي مع السعودية". (1 حزيران 2024م)

 

التعليق:

 

غريب أمر أمريكا هذه؛ فالجميع يرى بأم عينيه كيف أنها تقف قلباً وقالباً مع الكيان الغاصب، تمده بأطنان الأسلحة وتوفر له الغطاء السياسي والدبلوماسي وسائر أنواع الدعم، ولا نبالغ إن قلنا إن الحرب على غزة هي حرب أمريكية في جوهرها. ومع هذا، فهي تتقدم بمبادرة وخطوط عريضة يلتزم بها الجميع لإيقاف حرب الإبادة!

 

كما وتقدم جائزة للكيان الغاصب عبارة عن تطبيع المملكة السعودية واندماج في المنطقة، ويكأن دول المنطقة أوراق لعب بيد أمريكا!

 

يوسع بعضنا، وهو محق، أمريكا شتماً ونقداً وهجوماً، ولكنه في سياسة التعامل مع أمريكا يكون لسان حاله ومقاله "ليس بالإمكان أفضل مما كان"، و"نعم للمبادرة الأمريكية" و"نعم للضامن الأمريكي المجرم"!

 

إن لحظة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م يمكن أن تُعتبر لحظة تاريخية، وحُقّ لها ذلك، إن كان الاستثمار السياسي والاستراتيجي لها على المستوى نفسه. أقصد مستوى رفض الواقع وعدم الاستسلام لقواعده والصبر على ذلك... مستوى المبدئية في التصورات والوعي الصحيح على الواقع السياسي والجدية في الأعمال.

 

لحظة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م يمكن أن تشكل لحظة فارقة في تاريخ الأمة شرط أن يصاحبها ويتبعها خطاب سياسي واعٍ مفاده أن فلسطين هي قضية إسلامية وهي قضية المسلمين، والواجب هو دخول الأمة الحرب من خلال جيوشها وطاقاتها الهائلة، وأنه يجب تجاوز الحدود الوطنية وما بُني عليها من أفكار وأنظمة تحول دون نصرة المسلمين بعضهم لبعض، وأن يكون التعامل مع الأنظمة في المنطقة وفق مقتضيات قوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾، وأن يكون التعامل مع أمريكا وفق مقتضيات قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾.

 

سوى ذلك، ستعود مع الأسف سنون ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 العجاف!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت