- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أردوغان يحن إلى صديقه الحميم بشار أسد!
الخبر:
صرح الرئيس التركي أردوغان بعد صلاة الجمعة 2024/6/28 من إسطنبول قائلا: "مستعدون للعمل معا على تطوير العلاقات مع سوريا تماما كما فعلنا في الماضي.. لا يمكن أن يكون لدينا اهتمام أو هدف للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، لأن الشعب السوري مجتمع نعيش فيه معا كشعوب شقيقة"، وقال: "في السابق كانت العلاقات التركية السورية جيدة، والتقيت في السابق مع الأسد، وبالتالي من الممكن أن نلتقي مجددا في المرحلة المقبلة، ومستعدون لذلك. من المستحيل تماما أن نقول إن ذلك لن يحدث غدا، يل سيحدث مرة أخرى، ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية في سوريا".
التعليق:
إن قيمة العقل لا توزن بميزان فهي عظيمة جدا، وبه كرّم الله الإنسان وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا، وجعله محل التكليف وحمّله الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها.
فكيف إذا كان لدى الإنسان عقل ولا يستعمله، فيجعل العواطف تتحكم فيه، أو يستعمله بشكل خاطئ وتكون زاوية التفكير لديه خاطئة، فيفتقر إلى الوعي المطلوب وإلى تمييز الأمور فلا يستطيع أن يقيمها بميزان صحيح؟!
فهذا الرجل الذي اسمه أردوغان ويترأس بلدا إسلاميا عريقا كان مركزا للخلافة لنحو 400 سنة، لبس ثوبا ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب. فقد خدع أهل سوريا مستغلا وضع بلاده هذا بالنسبة لهم، ومستغلا لعواطفهم ومشاعرهم الإسلامية فأوردهم المهالك وأنزل في خاصرة ثورتهم خنجرا مسموما، فتآمر مع أعدائهم روسيا وإيران وأشياعها وأمريكا وهم ينظرون، وأخرجهم من مناطقهم وهم ينصاعون، وحشرهم في قسم من دار الحشر وهم مستسلمون، ونصب عليهم منهم من يتسلط عليهم باسم تحرير الشام تهيئة لتسليمهم للنظام.
ورغم كل ذلك كان الناس يبررون له كل مؤامراته عليهم وخياناته التي لم تتوقف، ولو تركوا له الأمر لما استطاع أن يبرر لنفسه بقدر ما يبرر له الناس، وهم يرون تآمره عليهم رأي العين، بسبب شدة تغلّب العواطف عليهم التي تجعل الإنسان ساذجا مسوقا، وبسبب إغلاق عقولهم عن سماع كلمة الحق التي كان ولا يزال ينطق بها رائدهم حامل لواء الخلافة الذي لا يكذب أهله، فلم يصدقوه وكذبوه واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا، ومكر بهم، وأضلهم وأغرقهم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا، وهم مؤمنون بالله ويظنون أنه ناصرهم وهم على هذه الحال!
فها هو يخرج من الصلاة كالمنافقين ليواصل تآمره ويقول إنه مستعد ليصالح الأسد، فهو صديقه القديم، ولسان حاله يقول: إنه مهما ارتكب من جرائم من قتل وجرح وتشريد الملايين وهدم البيوت والمدارس والمستشفيات وتعذيب عشرات الآلاف حتى الموت واغتصاب النساء فإن الله يغفر له! إنه إبليس على صورة إنسان!
ولا تستغربوا إن وقفت الحرب غدا في غزة ومن ثم قال إنه مستعد لزيارة كيان يهود ولقاء نتنياهو حيث كان من المقرر أن يذهب إليه، ولولا طوفان الأقصى لقام بزيارته المشؤومة، بعدما كان يهاجم نتنياهو في السابق ويتهمه بالإرهابي والسفاح فصالحه في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في أيلول 2023، وقد استقبل المجرم هرتسوغ رئيس كيان يهود استقبال الأبطال الأباطرة العظام في قصره المشيد، وسيستقبل من يحل محل نتنياهو إن ذهب إلى الجحيم.
ربما لو ذهب إلى مكة للحج لامتنع عن رجم إبليس، وقال إنني ربما أصالحه لأني أبحث عن المصالح، ولا شيء غير المصالح! وهو وسائر حكام بلاد المسلمين أحق أن يُرجموا مع إبليس، قاتلهم الله أنا يؤفكون؛ صالحوا الطاغية بشار أسد واحتضنوه وقد خدعوا أهل سوريا... وهم الآن يتفرجون على ذبح أهل غزة وتجويعهم بعدما خذلوهم، وعلى رأس هؤلاء أردوغان، وهم يواصلون التطبيع ويستعدون لمزيد من التطبيع مع كيان يهود كما يشير نظام آل سعود وكما صرح سيدهم في البيت الأبيض.
كفى أيها الناس تضليلا لأنفسكم، فلا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل، ارجعوا إلى عقولكم وحكموا شرع نبيكم ﷺ قائدكم إلى الأبد يرحكم الله، وثقوا بحزبكم الذي يعمل لتحريركم يهدكم الله، فإنه القيادة السياسية المبدئية المخلصة، وهو الفئة الظاهرة على الحق بإذن الله ولا نزكي على الله أحدا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور