الإثنين، 16 محرّم 1446هـ| 2024/07/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تجديد الخطاب الإسلامي اليوم يكون بوضع الإسلام موضع التطبيق  وليس الانخراط في نظام يحكم بغير الإسلام ويحارب أحكامه!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تجديد الخطاب الإسلامي اليوم يكون بوضع الإسلام موضع التطبيق

وليس الانخراط في نظام يحكم بغير الإسلام ويحارب أحكامه!

 

 

الخبر:

 

قالت جريدة الشروق، الخميس 2024/7/4م، إن وزير الأوقاف الجديد أسامة الأزهري، بدأ مهام عمله بديوان عام الوزارة، للوقوف على أولويات العمل خلال الفترة المقبلة، حيث اجتمع الأزهري مع قيادات الوزارة، لمناقشة عدد من الملفات، منها الأنشطة الدينية، وآليات تطوير الخطاب الديني، فضلا عن الخطة الدعوية، وتأهيل وتدريب الأئمة. وقال مصدر بوزارة الأوقاف، إن الأزهري أكد لقيادات الوزارة، على ضرورة استمرار الجهود ضمن خطة الأنشطة الدينية، والعمل على تجديد الخطاب الديني، فضلا عن المتابعة المستمرة مع المديريات بمختلف المحافظات، وتطوير العمل الدعوي وتطوير وتأهيل الأئمة والواعظات، وإعداد برامج دعوية خاصة بالشباب تراعي احتياجاتهم واهتماماتهم وتستجيب لتساؤلاتهم.

 

التعليق:

 

بعد أن عمل مستشاراً للرئيس المصري لسنوات كوفئ الأزهري بأن عُيّن وزيرا في الحكومة الجديدة ليكمل مسار سلفه في تنفيذ خطة تجديد الخطاب الديني ومحاولة ملء الفراغ الذي أوجدته الضربات المتتالية للحركات الإسلامية لجذب الشباب والتأثير في أفكارهم لتكون ضمن الإطار الذي تقبله الدولة ويقبلون بما تمليه عليهم ولا يرفضون سياساتها ولا يرون غضاضة في تحكيم الديمقراطية وقوانينها الرأسمالية النفعية ولا يغضبهم نهب ثروات البلاد أو التفريط فيها لصالح الغرب الكافر المستعمر.

هذا ما يريد الغرب بناءه في شباب الأمة وما انتهج في سبيله الرئيس المصري خطة تجديد الخطاب الديني وهي في حقيقتها ليست تجديدا للخطاب وإنما محاولات لسلخ الإسلام عن عقيدته السياسية وإيجاد فهم آخر للإسلام يرضى عن الغرب ويرضى الغرب عنه والله عز وجل يقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.

فالغرب لن يرضى عن أمة الإسلام إلا عندما تنسلخ عنه تماما، وهو ما يسعى إليه النظام ويجند في سبيل ذلك جنوده، فالنظام المصري ومن يومه الأول يطرح نفسه للغرب رأس حربة في صراعه مع الإسلام وشرعه وأحكامه، وهو مستمر في طنطنته حول تجديد الخطاب الديني، أو لِنَقُلْ احتكاره وتفسير مفاهيم الإسلام بما يرضي سادته في الغرب ويبتعد بالأمة عن مشروعها الحضاري القادر على إنهاضها وبناء مستقبلها وإحيائها حياة كريمة؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، مدعيا أنه بهذا يواجه من يحرفون الكلم عن مواضعه وينشرون الأفكار الهدامة، بينما هو ومن لف لفيفه من يحرفون الكلم ويفسرون الأمور حسب ما يرضي الغرب لا على أساس عقيدة الإسلام، ولا على أساس واقعها ولا من استقراء الأدلة الشرعية، وبإهمال العقل وبتفكير لا يصل حتى إلى السطحية بل ربما بدون تفكير، وبتسليم كامل لما يريده الغرب صاحب السيادة والقرار!

 

إن التجديد الحقيقي يكون بالعودة إلى أفكار الإسلام وأحكامه ومفاهيمه كما جاءت بيضاء نقية وإزالة ما علق بها من شوائب ليست من الإسلام وأحكامه، لا الانسلاخ منها واتباع أفكار وأحكام ومفاهيم ليست من الإسلام من أجل نيل رضا الغرب باتباع نهجه ونظامه في الحياة والتلبيس على الناس والزعم بأن ذلك تجديد.

 

إن تجديد الإسلام وخطابه لا يكون في ظل أنظمة أعلنت الحرب على الله ورسوله وشرعه مطبقة على الناس أنظمة الغرب ورأسماليته، وعاملة على ضمان بقاء أرض الإسلام خاضعة لسلطانه، تابعة لسيادته، ينهب ثرواتها وخيراتها كيفما شاء، بل التجديد يكون بتنقية الإسلام وعقيدته من أفكار الغرب ومفاهيمه، وهذا يحتاج لكتلة واعية مخلصة تقوم على فهم أفكار الإسلام بعد تنقيتها من أفكار الغرب ومفاهيمه فهما صحيحا كفهم أصحاب النبي ﷺ، ويحملونها كحملهم، فيعملون على استئناف الحياة الإسلامية من جديد في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد رسالة هدى ونور تخرج الناس من ظلمات الرأسمالية وجشعها وجورها إلى نور الإسلام وعدله الذي ليس فوقه عدل.

 

إن العلماء هم أعلم الناس بحلال الله وحرامه وما فرضه عليهم من وجوب تطبيق الإسلام وتحريم تطبيق غيره من الأنظمة الوضعية ومنها الديمقراطية، فواجبهم الآن هو نبذ هذه الديمقراطية وتحذير الناس منها وبيان شرها، ودعوتهم إلى أن يكون الإسلام هو منهج حياتهم وأساس تفكيرهم، وأن تكون أحكامه هي قوانينهم وعلاج كل مشكلاتهم في الحياة، هذا ما يجب أن يعمل عليه علماء مصر جميعا لكي يكونوا حقا مجددين لدين هذه الأمة ولتنبعث على أيديهم من جديد متمسكة بعقيدة الإسلام وما انبثق عنها من أحكام، ساعية لكي تكون هذه العقيدة هي أساس الدولة ودستورها وكيانها وكل ما فيها، وتكون الأحكام التي انبثقت عنها هي دستورها وكافة قوانينها، هذا هو التجديد وهذا ما يملأ الفراغ وما يجب أن تملأ به عقول أبناء الأمة، وما عداه سير في ركاب الغرب، وسعي في مؤامراته. نسأل الله أن يبرأ منه علماء الأزهر وعلماء الكنانة وأن يكونوا في طليعة العاملين للتجديد الحقيقي باستئناف الحياة الإسلامية من جديد في ظل دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع