الإثنين، 16 محرّم 1446هـ| 2024/07/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مدمن العبودية يسعى إلى تحسين قيودها لا إلى التحرر من حبسها وقيودها وجرائمها!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مدمن العبودية يسعى إلى تحسين قيودها لا إلى التحرر من حبسها وقيودها وجرائمها!

 

 

الخبر:

 

دعت وزيرة المالية، سهام البوغديري نمصية، لدى إشرافها، السبت بالعاصمة تونس على افتتاح اجتماع الوزراء في إطار أشغال الدورة 7 للجنة الفنية المتخصصة في المالية والشؤون النقدية والتخطيط الاقتصادي والاندماج بالاتحاد الأفريقي، إلى ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي ليراعي خصوصيات الدول الأفريقية. (راديو ديوان)

 

التعليق:

 

من سيصلح هذا النظام المالي العالمي؟ وهل هو قابل للإصلاح؟ وهل هو، منذ نشأته وبعد مراحل تطوره وإلى حد هذه الساعة، صالح وقادر على إصلاح اقتصادات الدول؟

لقد نشأ هذا النظام المالي العالمي وترعرع على أيدي عصابة اتخذت من الرأسمالية المبنية على حرية التملك مصدرا لأفكارها بعد أن استعمرت العالم بالحروب والدبابات وبارتكاب المجازر والجرائم وبالحديد والنّار في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكانت على رأس هذه العصابة في بادئ الأمر بريطانيا ومن والاها، واليوم أمريكا عن طريق أباطرة المال والشركات المالية والبنوك العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فتحكّمت في اقتصادات الدول وعلى رأسها دول قارة أفريقيا، وقد ولّد هذا الأمر الدمار والخراب والركود والفقر والمجاعات وتكدّس الديون، ما سمح لهذه الشركات العملاقة والبنوك بنهب ثروات الناس تحت عنوان حرية التملك وتنمية الملك والانتفاع به! فنتج عن هذا أن تملّكت هذه العصابة التي لا تمثّل 1 أو2 % من سكّان العالم 98% من ثروة العالم! فهل هذه العصابة هي من ستصلح هذا النظام المالي العالمي؟!

 

إن هذا النظام المالي العالمي منذ نشأته وهو يتخبط في الأزمات المالية ليس فقط في دول العالم الثالث كما يحلو لتلك العصابة تسميته، بل حتّى في عقر ديارهم؛ مثل الكساد الكبير بين عامي 1929 و1939، ثم صدمة أسعار النفط عام 1973، وصولاً إلى الأزمة المالية في سنة 2008... فهو نظام مالي فشل فشلا ذريعا في توزيع الثروة بل كدّسها في أيدي فئة قليلة استعبدت البشرية وأذاقتها الويلات. ولعل ما يحدث من ثورات ومظاهرات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وحتّى في أمريكا ضد المنظومة الرأسمالية لهو أكبر دليل على فشلها اللا محدود وأنّها نظام غير قابل لا للترميم ولا للإصلاح.

 

إن دول القارة الأفريقية تعد من أغنى الدول في العالم فهي تمتلك 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وقد حباها الله بثروات عظيمة كالذهب واليورانيوم والكوبالت والمنغنيز وغيرها من الثروات الباهظة لكنّها تتخبط في دياجير الفقر والمجاعات والتخلف نتيجة الاستعمار الوحشي الذي تعاني منه منذ عقود طويلة، والذي لم يكتف بنهبها بل أنهكها بالحروب الأهلية. وهذا كلّه نتيجة ارتباطها بل خنقها بهذا النظام المالي العالمي، فهل ما زالت أفريقيا تنتظر خيرا منه ومن شروره؟!

 

وجب اليوم على دول أفريقيا أن تتخلّص من هذا النظام المالي العالمي ومن شركاته وبنوكه وسياساته وتشريعاته وإن الإصلاح لا يكون إلا بالإسلام في عقيدته ومبدئه وشريعته؛ بجعل الولاء خالصا لله ولرسوله، لا لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي دول الكفر والكافرين ومنظماتهم وأفكارهم ومبادئهم، وجعل نظام الحكم الذي أنزله رب العالمين وطبَّقه رسول الله ﷺ، وسار على نهجه الخلفاء الراشدون، موضع التطبيق. ولن يكون ذلك إلا بإعلان نظام الخلافة التي تجمع المسلمين على صعيد واحد، تحت راية واحدة، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.

 

إن الإسلام، والإسلام وحده هو القادر على الإصلاح، وهو وحده القادر على إزالة الظلم والظلام وإحلال العدل والنور، إزهاقاً للشر ونشراً للخير في بلاد المسلمين وفي كل ربوع العالم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجم الدين شعيبن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع