الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أيّها المسلمون: إخوانكم في أوزبيكستان… أيضاً يستنصرونكم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أيّها المسلمون: إخوانكم في أوزبيكستان… أيضاً يستنصرونكم

 

 

الخبر:

 

سلطات أوزبيكستان تعيد شباب حزب التحرير إلى السجون بعد قضاء شطر أعمارهم فيها بتهم مزورة بعد إجبارهم على الاعتراف بها تحت التهديد باغتصاب نسائهم والتنكيل بعائلاتهم.

 

 

التعليق:

 

آسيا الوسطى: أوزبيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركستان الشرقية، من أعظم حواضر الإسلام والمسلمين، مهد العلم والعلماء والأبطال المجاهدين، من أعزّ ديار الإسلام… يأبى أعداء الإسلام أن يدَعوها تعود إلى حضن أمّتها، ويسوؤهم مجرّد أن يتنسّم أهلها نسائم الإيمان والإسلام، ويرعبهم أن يتوق أهلها مجرّد توق للحياة الإسلامية، ويحرصون على إبقائها طيّ النسيان وسجينة الجدران الجغرافية والسياسية.

 

حين تقرؤون في تاريخ الإسلام أيّها المسلمون عن أعلام كالبخاري والترمذي والخوارزمي والمروزي والسمرقندي والفرغاني… بل حين تسمعون وتقرؤون عن القائد المجاهد الظاهر بيبرس قاهر المغول والصليبيين ومحيي الخلافة في القاهرة بعد هدمها في بغداد، فإنّما عن أعلام أنجبتهم تلك البلاد، بلاد ما وراء النهر… تسمعون وتقرؤون.

وقعت هذه البلاد العزيزة على قلوب المسلمين تحت احتلال روسيا القيصرية منذ أكثر من مائة وخمسين سنة، لتمسي بعد قيام الاتّحاد السوفياتي أسيرة الشيوعية الملحدة والمتوحّشة، فتُمحى آثار الإسلام، ويكاد ذكره يندثر فيها بعد أن نشأت أجيال لا تعرف عنه شيئاً سوى أن آباءها كانوا في غابر الزمان يسمّون بالمسلمين دون أن يعرفوا معنى هذا الإسلام شيئا! وعلى الرغم من هذه الغربة الرهيبة يبدأ هؤلاء بالعودة بسرعة مذهلة إلى دينهم بمجرّد انهيار المنظومة السوغياتية وشيوعيتها وجدرانها الحديدية. وعلى الرغم من العناية البالغة التي حظيت بها الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا الاتّحادية ما بعد الشيوعية والحرص على إعادة مجدها ودورها في المجتمع، يأبى فلول الشيوعيين في بلاد آسيا الوسطى الإسلامية إلّا أن يطمسوا معالم الإسلام الحقيقي الذي يُنشئ حياة ومجتمعاً وطريقة عيش. وكان أبرز هؤلاء المجرمين رئيس أوزبيكستان المقبور المدعو زوراً "إسلام كريموف"، ذلك الحاقد الذي تراكم حقده على الإسلام من جذوره الشيوعية وأصوله اليهودية. شنّ هذا الطاغية منذ ربع قرن حرباً على كلّ مظاهر الإسلام التي أرّقت نومه ونوم سيّده بوتين، فشنّ حملة على كلّ حَمَلة الدعوة الإسلامية بشتّى مدارسهم وانتماءاتهم، وعلى اللباس الشرعي الإسلامي ومدارس تعليم القرآن والشريعة. وكان أكثر مَن نالَهم إجرامُه شباب حزب التحرير الذين امتازوا بقوّة فكرهم ووضوح تعبيرهم عن الإسلام من حيث هو مشروع حضارة ونظام عيش بديل عن الشيوعية والرأسمالية معا. فراح يجتاحهم اعتقالاً وتشريداً وتعذيباً وسحقاً لعظامهم وحرقاً لأجسادهم وسلخاً لجلودهم وبقراً لبطونهم… في صور يندى لها جبين الإنسانية وتنخلع من هولها القلوب.

 

وكان أهون تلك الممارسات الوحشية الحكم على المئات منهم بالسجن لمدد طويلة لا يقلّ معظمها عن العشرين سنة في أسوأ السجون وأكثرها امتهاناً للكرامة الإنسانية!

 

هلك الطاغية سنة 2016 وخلفه الرئيس ميرزياييف الذي أعلن أنّه لا يوافق على انتهاكات حقوق الإنسان التي اقترفها سلفه، وأنّه سيوقفها وسيفتتح مرحلة جديدة تتّسم باحترام القانون والحرّيات العامّة، فاستبشر الناس خيراً وتنفّسوا الصعداء، ولكنّهم ما لبثوا أن فُجعوا بأنّ هذه التصريحات كانت مجرّد سراب وأوهام. فشباب حزب التحرير الذي أمضوا شطر أعمارهم في السجون وخرجوا بعد أن انتهت مدد أحكامهم - بل كثير منهم جدّدت أحكامهم بعد أن أمضوها - ما لبثوا أنّ رأوا أنفسهم يساقون مجدّدا إلى التحقيق ليجبَروا على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها وليوقّعوا على اعترافات معدّة مسبقاً يودعون بموجبها مجدّداً في السجون وأقبية الزنازين، تحت التهديد باغتصاب نسائهم واعتقال أبنائهم والتنكيل بذويهم إن هم أبوا المصادقة على الاعترافات المعدّة مسبقاً!

 

هؤلاء المجرمون ما كانوا ليتمادوا في إجرامهم هذا لو كانوا يتوقّعون أن يكون ثمّة أدنى محاسبة لهم بل حتّى أقلّ لوم من أيّ حاكم من حكّام بلاد المسلمين الذين سلّموا بتبعية تلك البلاد المسلمة للمنظومات الدولية الكافرة. فأنّى لهم أن يحسبوا حساباً لهؤلاء الحكّام وهم يرونهم رأي العين يخذلون أهل غزّة الذين يبادون ويقتل منهم عشرات الآلاف وتمحى ديارهم من على وجه البسيطة وهم على مرمى حجر من بلادهم وجيوشهم، بل ويتواطؤون مع عدوّهم عليهم! بل قد شهدوا من قبل خذلانهم لجيرانهم التركمان في تركستان الشرقية التي تحتلّها الصين وتسوم أهلها سوء العذاب… وغيرهم وغيرهم…

 

كلّ هذا الذي يجري - وكثير منه لا يسمع به أحد من الناس - لَيؤكّد أنّ هذه الأمّة لن تنجو من لؤم أعدائها ونكالهم بها واستضعافهم إيّاها إلّا بأن تبني لنفسها بنياناً تأوي إليه، وتأمن فيه على أنفسها وأعراضها، ويكون لها مِجَنّاً، تقاتل من ورائه وتتّقي به أعداءها، دولةً راشدة تنتمي إليهم وينتمون إليها، ففيها الاستخلاف والتمكين والأمن من الخوف والقتل والتشريد، وفيها يعبدون الله تعالى آمنين مطمئنين، ومنها ينطلقون ليجاهدوا عدوّهم وليحرّروا ما اغتصب من أرضهم، ولينشروا إسلامهم رسالة خير ونور إلى العالم كلّه.

 

#صرخة_من_أوزبيكستان

#PleaFromUzbekistan

#ЎЗБЕКИСТОНДАН_ФАРЁД

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد القصص

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع