- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأزمة في السودان تحتاج رجالاً يتخذون المواقف وفق دينهم وعقيدتهم لا وفق هوى الكفار!
الخبر:
صرّح وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، بأن الأزمة في السودان تحتاج إلى معالجة جذرية من خلال حل سياسي شامل. (موقع أخبار السودان)
التعليق:
إن هذه الحرب العبثية التي أشعلها الجنرالان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو بإيعاز من سيدتهما أمريكا حتى لا يجد عملاء أوروبا موطئ قدم لحكم السودان، هذه الحرب لم يشهد لها السودان مثيلا وقد أريقت دماء الأبرياء في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.
وطالما أن هناك حكاماً عملاء يأتمرون بأوامر أسيادهم وهم لا يملكون قرارهم فإن وقف الحرب ليس بمقدورهم وليس بيدهم طالما هم مرتبطون ورهن إشارة الكافر المستعمر، حيث يمكن أن تشتعل مثل هذه الحرب مرارا وتكرارا، بحسب مصلحة أسيادهم! فهؤلاء العملاء طوع أمر سيدهم ولا يعصونه فيما أمر، بل هم عبارة عن دمى تحركهم أمريكا يمنة ويسرة كما تشاء. ولن يكون هناك استقرار للأوضاع، ليس السودان فقط، بل في كل بلاد المسلمين طالما ارتضى حكامها الخضوع وإظهار الذلة والمسكنة لأعداء هذه الأمة.
فمثل هذه الحرب وغيرها من الكوارث والبلاوي سوف تمرر على أمثال البرهان وحميدتي طالما أنهم ارتضوا بأن يرتموا في حضن أمريكا. ومثلهم لن يقفوا ضد أمريكا أو غيرها، فمواقف العزة لا يقفها إلا الرجال الرجال ممن تولوا مقاليد هذه الأمة وساسوها ورعوها حق الرعاية وتكسرت كل خطط الكافرين تحت أقدامهم ففازوا بخيري الدنيا والآخرة، مثل خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني؛ فقد ذكر في كتب التاريخ: (... وكان هرتزل يعلم مدى الضائقة المالية التي تمر بها الدولة العثمانية؛ لذلك حاول إغراء السلطان بحل مشاكل السلطنة المالية مقابل تنفيذ مطالب اليهود، لكن السلطان ما وهن وما ضعف وما استكان أمام الإغراء حينا، والوعد والوعيد حينا آخر، حتى أدرك اليهود في النهاية أنه ما دام السلطان عبد الحميد على عرش السلطنة، فإن حلمهم بإنشاء وطن قومي لهم سيظل بعيد المنال... وجاء في رسالة السلطان عبد الحميد ردا على محاولات هرتزل: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة").
نعم هذه هي مواقف الرجال؛ فقد وقف ضد اليهود موقفاً صلباً وقوياً لأنه يستمد قوته من الله تعالى وليس من أعداء الأمة. ومثل هذه المواقف العظيمة لا يقفها إلا من باع نفسه لله، همه رضا الله تعالى، لأنه يعلم علم اليقين بأنه سيقف أمام الله عز وجل وسيسأله.
نعم هكذا سطر خلفاء المسلمين تاريخا ناصع البياض لا يشوبه ذل ولا هوان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان