الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ولكم في الرصيف العائم عبرة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ولكم في الرصيف العائم عبرة!

 

 

 

الخبر:

 

علقت الغارديان في افتتاحيتها أن روسيا عندما قصفت مستشفى للأطفال في كييف، يوم الاثنين، أصدر البيت الأبيض، وعلى جناح السرعة، بياناً عبّر فيه عن مشاركة جو بايدن اشمئزازه، و"مع ذلك لم يصدر إعلانٌ مماثل عن الشعور بالتعاطف مع ضحايا الغارات (الإسرائيلية) على أربع مدارس لجأ إليها الناس، وحدثت قبل أربعة أيام. وكان الهجوم الأخير، وقد ضرب قريباً من بوابة مدرسة العودة في خان يونس، وأثناء مباراة كرة قدم. واتهمت (إسرائيل) مقاتلي حماس، أو مسؤوليها، لاستخدامها كقاعدة".

 

وتضيف الصحيفة أن كل هذا يأتي مع التقارير عن تخلّي الولايات المتحدة عن الرصيف العائم الذي أقامته قبالة شاطئ غزة، في وقت يفتك الجوع بالسكان. ولم يكن الرصيف سوى محاولة لا قيمة لها من أجل إرضاء الضمير، وحرفت النظر عن الحاجة لإعادة مستوى نقل المساعدات عبر البر، ومواصلة تقديم السلاح إلى (إسرائيل). فقد استأنفت إرسال القنابل زنة الواحدة منها 500 رطل، وكان يجب ألا تفعل. (القدس العربي، 2024/07/12م)

 

التعليق:

 

التكلفة المعلنة لرصيف أمريكا العائم الذي تم بناؤه على شواطئ غزة هي 320 مليون دولار، وتم استخدام نحو 1000 جندي وبحار أمريكي لتثبيته بعد أن تم نقل أجزائه مسافة 6000 ميل عبر المحيط. كان البدء في بناء الرصيف في أواخر نيسان/أبريل 2024، وبدأ العمل في إدخال شحنات المساعدات الإنسانية في 17 أيار/مايو، ولكن بحر غزة لفظ هذا الجسر فتوقف عن العمل بعد أسبوع واحد فقط لتتم إزالته لإجراء الإصلاحات عليه. وفي 7 حزيران/يونيو أعيد تركيبه لنحو أسبوع ثم أزيل مرة أخرى بسبب أمواج البحر العاتية. وبعد أيام أعيد تركيبه ليُزال للمرة الثالثة في 28 حزيران/يونيو، ثم ليتم تركيبه لعدة أيام. وأخيراً أعلنت واشنطن الجمعة عزمها إزالة الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة بشكل نهائي، كما جاء على لسان جيك سوليفان في مؤتمر صحفي.

 

مع الإشارة إلى التقارير حول استخدام جيش يهود للرصيف العائم يوم مجزرة النصيرات التي أسفرت عن استشهاد 270 من أهل غزة.

 

الشاهد في الأمر أن الإعلان الأول عن تركيب الرصيف العائم جاء لذر الرماد في العيون بعد سلسلة من الاحتجاجات الكبيرة التي اجتاحت الجامعات الأمريكية للتنديد بمجازر كيان يهود بغزة وأهلها، فجاء الإعلان عن هذا الرصيف الفاشل كحل "مؤقت" لمشكلة دخول المساعدات الإنسانية ولحث كيان يهود على السماح بتدفق المساعدات بشكل أفضل عبر الطرق البرية كما صرح بذلك البنتاغون عدة مرات… عذر أقبح من ذنب! وكأن أمريكا لا تستطيع إجبار دولة الكيان على إدخال المساعدات لو أرادت!

 

الدولة الأولى في العالم بكل إمكانياتها وجبروتها "تفشل" في تثبيت رصيف عائم لإدخال شيء من المساعدات للجوعى والمكلومين، ولكنها لا تفتر عن إرسال كل أنواع الأسلحة الفتاكة لقتلهم صباح مساء!

 

بحر غزة لفظ هذا الرصيف مرات ومرات، وفي ذلك عظة لنا نحن المسلمين قبل غيرنا، ولعلها آية تقرع الآذان أن لا تُمنّوا أنفسكم بخيرٍ من أمريكا والغرب، ولا تقبلوا منهم صرفا ولا عدلا، ولا تخضعوا لمبادراتها الإجرامية ولا لحلولها الفاشلة، فهي لن تزيدكم إلا رهقا، ولن تجر عليكم إلا خيبة فوق خيبة.

 

آية للمسلمين عموما، ومنهم أهلنا في قطاع غزة، أن اقطعوا حبال كل الجسور مع هؤلاء وأضرابهم وعملائهم من حكام المسلمين - بدون استثناء - وأوثقوا حبال جسوركم مع الله الواحد الأحد فهو القاهر فوق عباده وهو علام الغيوب. فاستمسكوا بالعروة الوثقى وبحبل الله وحده لا شريك له، فإن النصر والفرج والتمكين بيده وحده سبحانه فهو نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالإثنين, 15 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع