- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرج والإذلال والرصاص
(مترجم)
الخبر:
وسط شكوك حول سلامة عقل بايدن، يتقدم ترامب في السّباق الرئاسي. يصف حوالي 6 من كل 10 ناخبين بايدن وترامب بأنهما "مُحرِجان". (pewresearch.org، 2024/07/11)
التعليق:
الواقع أنّ المشهد السياسي للديمقراطية الأمريكية مضّطرب على نحو متزايد مع الأحداث الأخيرة التي تؤكّد على الفوضى العميقة. حيث يكشف استطلاع جديد للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث عن مشاعر واسعة النّطاق تكشف أنّ كلاً من الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب يُنظَر إليهما على أنهما محرِجان بالقدر نفسه بالنسبة للجمهور الأمريكي. ووفقاً للاستطلاع، وُجد 63% من المستجيبين أنّ كلا المرشحين مثيران للحرج مع شعور أعداد كبيرة من المؤيدين من كلا الجانبين بالشعور نفسه تجاه مرشحهم. واعترف 37% من أنصار بايدن و33% من أنصار ترامب بأنهم يشعرون بالحرج من المرشّح الذي دعموه، خاصةً بعد أداء كارثي في المناظرة أدى إلى تكثيف المخاوف داخل الحزب الديمقراطي بشأن اللياقة العقلية لبايدن. ودعا العديد من أعضاء الكونجرس بايدن إلى التنحي، ما يعكس اليأس المتزايد داخل الحزب. وكانت عواقب ظهور بايدن العلني الأخير مدمرة بشكل خاص. وكان أداؤه في مؤتمر صحفي لحلف شمال الأطلسي، حيث أشار إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باسم "الرئيس بوتين"، خطأ فادحاً. إنّ مثل هذه الأخطاء، خاصةً عندما تكون بشكل متكرر، تغذي الشكوك حول قدراته المعرفية. تظهر استطلاعات الرأي أنّ بايدن يتخلّف عن ترامب حيث يفضل ترامب 50٪ من المشاركين مقارنةً بـ 47٪ لبايدن.
وفي الوقت نفسه، فإنّ فكرة اعتبار ترامب نموذجاً للكفاءة المعرفية هي في حدّ ذاتها انعكاس قاتم لحالة السياسة الأمريكية. إنّ صعود ترامب، المعروف بأخطائه وكذبه، في استطلاعات الرأي ليس شهادةً على قدراته بل هو نقد لعدم كفاية بايدن المتصور. لقد حول هذا الوضع السباق الرئاسي إلى مهزلة.
وإضافةً إلى الفوضى، تمّ اصطحاب الرئيس السابق ترامب من على خشبة المسرح من قبل عملاء الخدمة السرية بعد وابل من الطلقات النارية خلال تجمع جماهيري يوم السبت في بتلر بولاية بنسلفانيا. واعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي الهجوم "محاولة اغتيال". وأكد ترامب أنه "أصيب برصاصة" اخترقت أعلى أذنه اليمنى.
إن هذه الأحداث تعكس إحراجاً عميقاً يُشعر به تجاه الشخصيات السياسية الرائدة والتطرف العنيف للمناخ السياسي الحالي. إنّ الحرج المتراكم الناجم عن النظام السياسي المعيب والزعامة التي لا تمتلك الكفاية واضح بشكل صارخ في أمريكا اليوم، ما يترك الناس في حالة من الفوضى السياسية الدائمة. وفي هذه البيئة، تُترك أمريكا مكشوفة. ويراقب العالم هذا الواقع غير المفلتر، على أمل مستقبل تظهر فيه قيادة جديدة تعكس الكرامة والرحمة والعدالة والكفاية التي يستحقها العالم. لذلك، يتعين على المسلمين أن ينأوا بأنفسهم عن الفساد الديمقراطي الذي يبتلي العالم وأن يكرسوا أنفسهم لتجسيد وتعزيز البديل الذي نحتاج إليه بشدة والذي يوجد في الإسلام.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هيثم بن ثبيت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا