الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

 

 

 

الخبر:

 

شهداء وجرحى في قصف منزل بمدينة غزة...

 

 

التعليق:

 

رحم الله شهداءنا في غزة والضفة وكل فلسطين، ورحم كافة شهداء المسلمين وتقبلهم وأسكنهم في عليين وألهم ذويهم الصبر والعرفان وربط الله على قلوبهم وجعلهم من المؤمنين اللهم آمين.

 

إن حل قضية غزة وفلسطين، وسبب شقائها، بل وإن حل كل قضايا المسلمين وسبب شقائهم يكمن في ست كلمات نتلوها في كتاب الله عز وجل ولا نطبقها ولا نأخذها منهاجا في حياتنا السياسية منذ ما يزيد عن مئة عام؛ مذ هدمت دولة الخلافة العثمانية 1924م.

 

يقول الله تعالى في سورة التوبة: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً

 

الثلاث كلمات الأولى من الآية فيها الدواء لمعظم قضايانا السياسية نحن المسلمين، والثلاث كلمات الثانية ففيها الداء والسبب لمعظم قضايانا السياسية. بهذه الكلمات الست تشرح الآية واقعنا المرير المهين المذل وتأتينا بالعلاج والشفاء.

 

فكأن الآية تقول لنا إن أعداء الله يقاتلونكم أيها المسلمون كافة، فهم يد واحدة ضدكم يقاتلونكم. فإن كنتم أيها المسلمون ستقاتلونهم فرادى وليس مجتمعين فلن تنالوا خيرا، فأنتم مشتتون مشرذمون متفرقون ومقسمون، أنتم ممزقون في أكثر من ست وخمسين دولة وكياناً وستة وخمسين جيشاً، وستة وخمسين علماً، كلها تحكم بأحكام الكفر وتساس بأحكام الكفر وإن كان معظم أهلها وشعوبها من المسلمين. فكيف ستغلبون أعداءكم وهم يقاتلونكم كافة بينما أنتم تقاتلونهم فرادى، فكيف تنتصرون فرادى وهم مجتمعون ضدكم؟

 

وكما أن الآية بينت الداء في ثلاث كلمات، فقد جاءت أيضا بالدواء بثلاث كلمات، وكأنها تقول لنا: حتى تنتصروا على أعدائكم فلا بد أن تكونوا مجتمعين يدا واحدة ضد أعدائكم، فالآية تطلب من المسلمين أن يقاتلوا أعداءهم كافة، كيد واحدة، بجيش واحد وبراية واحدة وبدولة واحدة وقيادة واحدة، نعم هذا هو الدواء والشفاء والرحمة والعلاج الشافي للتخلص من سلطان الكفار على بلادنا وأنفسنا وأعراضنا ومقدساتنا وخيراتنا وثرواتنا.

 

فلا يجوز لنا نحن المسلمين أن نترك غزة وحدها تقاتل كل أعداء الله؛ اليهود ومن خلفهم الأمريكان والإنجليز والفرنسيون والألمان والإيطاليون والهنود وغيرهم... كلهم يقاتلون مع يهود في فلسطين ضد المسلمين في غزة، بينما تقاتل غزة وحدها ضد كل هؤلاء مجتمعين، ويقف ستة وخمسون كياناً يعيش فيها نحو ملياري مسلم متفرجين على المجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي تحدث لإخوتنا في غزة صباح مساء في بث حي ومباشر لكل أنواع القتل والتدمير والسحل والإهانات والاعتداءات التي يندى لها جبين الشرفاء.

 

ولقد تفرجنا من قبل على استباحة أمريكا أفغانستان واستباحتها العراق، ومن قبل ذلك رأينا قتل الصرب إخوتنا المسلمين في البوسنة، واعتداء أمريكا على الصومال، واستباحة قوى التحالف ليبيا، وتمزيق اليمن، وتدمير سوريا على يد روسيا وأمريكا من خلفها، كل ذلك نراه من توحد قوى الكفر ضدنا ونحن لا نقاتلهم كافة بل يتلذذون في اصطيادنا فرادى كل قطر وكيان على حدة حتى بتنا لقمة سهلة لكل أعداء الأرض!

 

ولم يكف ذلك بل تقوم بعض الكيانات التي أنشأها المستعمرون بدعم كيان يهود ضد أهلنا في غزة؛ فيخنق النظام المصري غزة ويخنق النظام الأردني فلسطين، ويدعمان هما وحكام الإمارات والسعودية وأردوغان كيان يهود بكل ما يحتاجه من مواد لقتل أهلنا في غزة!

 

إن تفرقنا وتشرذمنا وعدم وحدتنا في دولة خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة هو سبب شقائنا ومبعث انهزامنا، وإن هذه الكيانات الوطنية هي أس البلاء، وإن الحل بعودتنا متوحدين في دولة واحدة وجيش واحد ودين واحد ودستور واحد وكلمة واحدة وقلب واحد ضد أعدائنا كلهم، تماما كما تأمرنا الآية الكريمة ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾.

 

ثم تختم الآية كل ذلك بقول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾، فمن يستمع لنداء الله ويستجيب له ويتوحد ويترك العزلة والفرقة والتشرذم في الكيانات الوطنية والأقطار الهزيلة والأنظمة التي تحكم بالكفر يكون الله في صفه، ومن يتولى يتولى الله عنه.

 

اللهم اجعلنا من المستجيبين ولا تجعلنا من المتولين، اللهم نصرا لغزة وهزيمة ليهود ومن حالفهم ووالاهم، اللهم يسر لنا خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة قريبا، اللهم ابعث الإيمان في قلوب أجناد وضباط جيوش المسلمين لنصرة دينك وأمتك وغزة يا رب العالمين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 28 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع