الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نظام الحصص الوظيفية والقوانين المماثلة في ظل أنظمة الحكم الوضعية مصممة للحفاظ على الفساد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نظام الحصص الوظيفية والقوانين المماثلة في ظل أنظمة الحكم الوضعية

مصممة للحفاظ على الفساد

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ألغت المحكمة العليا في بنغلادش معظم الحصص في الوظائف الحكومية التي أشعلت فتيل اشتباكات عنيفة في جميع أنحاء البلاد أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص. وكان ثلث الوظائف في القطاع العام محجوزاً لأقارب قدامى المحاربين في حرب البلاد من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971. ويأمر حكم المحكمة العليا بأن يتم توظيف 93٪ من وظائف القطاع العام على أساس الجدارة، وترك 5٪ لأفراد أسر قدامى المحاربين في حرب "الاستقلال" في البلاد. ويتم حجز 2٪ المتبقية للأشخاص من الأقليات العرقية أو ذوي الإعاقة. (بي بي سي)

 

التعليق:

 

كثفت الأنظمة في بلاد المسلمين حملاتها لقمع أي صوت يتحدى ظلمها، ولا تعد بنغلادش استثناءً. فقد اندلعت الاحتجاجات بعد 5 حزيران/يونيو 2024 عندما أمرت المحكمة العليا بإعادة العمل بحصة 30% لأحفاد الضباط الذين شاركوا في حرب الانفصال عن باكستان عام 1971. وكان نظام الحصص قائماً منذ عام 1972، وألغته حسينة في عام 2018، نتيجة لاحتجاجات الطلاب، قبل أن تعيده المحكمة في حزيران/يونيو 2024.

 

لقد تحولت الاحتجاجات السلمية التي بدأت في الجامعات إلى اضطرابات على مستوى البلاد. وقالت الدكتورة سامينا لوثفا، الأستاذة المساعدة لعلم الاجتماع في جامعة دكا: "لم يعد الأمر يتعلق بالطلاب، بل يبدو أن الناس من جميع مناحي الحياة انضموا إلى حركة الاحتجاج". وبدلاً من الخضوع للضغوط العامة، استخدم نظام حسينة القوة، وتعرض المتظاهرون لهجمات من نشطاء رابطة بنغلادش تشاترا، الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي بزعامة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وهذا ما جعل الاحتجاجات عنيفة. لقد استخدمت الحكومة قوات الشرطة بوحشية وأطلقت الرصاص المطاطي وألقت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين، ولقي أكثر من 115 شخصاً حتفهم، منهم أكثر من 50 شخصاً قُتِلوا يوم الجمعة 19 تموز/يوليو وحده.

 

أما بالنسبة لنظام حصص الوظائف نفسه، فقد تم تخصيص ثلث الوظائف في القطاع العام لأقارب ضباط الجيش القدامى، وشمل معظمه مجموعات مثل أسر "المقاتلين من أجل الحرية"، حيث حصلت النساء وأولئك القادمون من المناطق المتخلفة على حصة 10% لكل منهما، مع تخصيص 5% للسكان الأصليين، و1% لذوي الإعاقة. الواقع هو أن نظام الحصص يعمل على تقليص عدد الوظائف الحكومية المفتوحة للجميع، الأمر الذي يضر بالطامحين الذين يريدون شغلها على أساس الجدارة. وقد أثار هذا النظام غضب الطلاب الذين يعانون من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، حيث أصبح ما يقرب من 32 مليون شاب عاطلين عن العمل أو التعليم من بين سكان يبلغ عددهم 170 مليون نسمة. لقد أصيب الاقتصاد، الذي كان في يوم من الأيام من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، بالركود. وتُرجم النمو إلى وظائف لخريجي الجامعات، ويتراوح التضخم حول 10٪، وتتقلص احتياطيات الدولار. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 18 مليون شاب بنغالي يبحثون عن عمل. ويواجه خريجو الجامعات معدلات بطالة أعلى من أقرانهم الأقل تعليماً. إن حقيقة أنظمة الحصص هذه هي أنها مطلوبة دائماً لصالح النخبة الحاكمة، خاصة عندما يصاب الاقتصاد بالركود. يتعرض حكام بنغلادش بشدة لتهم الفساد، وما زالوا يريدون إطالة حكمهم. حسينة هي ابنة الشيخ مجيب الرحمن، الأب المؤسس لبنغلادش، الذي قاد حركة "الحرية". ويعد نظام الحصص هذا واحدا من بين العديد من الأدوات التي تمكنت من خلالها من الحكم لولاية رابعة على التوالي. وترتبط الاضطرابات أيضاً بالركود في نمو الوظائف في القطاع الخاص، ما يجعل وظائف القطاع العام، مع زيادات الأجور والامتيازات المنتظمة المصاحبة لها، جذابة للغاية.

 

نظام الحصص هذا هو نتيجة للقومية الفاسدة التي فصلت الأخ المسلم عن أخيه على أساس البنغالية والباكستانية! لقد زرع الحكم البريطاني بذرة الانقسام هذه في البلاد الإسلامية. كما استخدم البريطانيون التكتيك الشنيع المتمثل في قمع مجتمع واحد فقط لصالح حكمهم. ونتيجة لذلك، عندما تتاح للمجتمع المحروم فرصة النهوض مرة أخرى ويجد مساحة خاصة في ظل إرث الاستعمار، فإنه يسلك أي طريق للقيام بذلك. كان سراج الدولة، حاكم البنغال، هو الذي شن المقاومة ضد شركة الهند الشرقية البريطانية. ونتيجة للخونة في صفوفه، تمكن البريطانيون من قتله وهزيمة جيشه. وبعد هذه الحادثة، لم يسمح البريطانيون للبنغاليين بشكل عام بالوصول إلى مناصب بيروقراطية أو عسكرية عليا، ما أوجد الاستياء. وبعد أن غادر البريطانيون شبه القارة، بقي النظام البريطاني وغذى الاستياء على يد عملاء الاستعمار في باكستان. وقد استغلت الأنظمة في بنغلادش هذا الاستياء بعد الانفصال عن باكستان عام 1971، على أساس العنصرية. هذا الاستياء هو الذي أدى إلى نظام الحصص، الذي استخدمته كل طبقة حاكمة في بنغلادش لحماية حكمها.

 

على النقيض من ذلك، فإن الإسلام لا يسمح بمثل هذه السلطات الامتيازات التقديرية والتمييزية للحاكم لمجرد إطالة حكمه. وحتى في حالة الأحكام الخاصة لتأمين أفراد معينين، فإنها تكون وفقاً لأوامر الإسلام ولمصلحة جميع المسلمين. انظر إلى الزكاة فيما يتعلق بالمؤلفة قلوبهم، فهؤلاء هم القادة أو الرؤساء أو الأشخاص المؤثرون أو الأبطال الذين لم تترسخ عقيدتهم بعد، حيث يرى الخليفة أو ولاته أنه من المناسب إعطاءهم من الزكاة لتأليف قلوبهم، وإصلاح معتقداتهم، واستخدامهم لصالح الإسلام والمسلمين أو للتأثير على مجتمعاتهم. وهذا على غرار ما أعطاه الرسول ﷺ لأبي سفيان، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وعباس بن مرداس وغيرهم. قال عمرو بن تغلب: "أَتَى النبيَّ ﷺ مَالٌ فأعْطَى قَوْماً ومَنَعَ آخَرِينَ".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد مالك – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 30 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع