- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يد العدو طويلة، والمسلمون بلا يد وبلا رأس!
الخبر:
اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله.
التعليق:
أبدأ بالقول إن الغريب أن تكون خاتمة إسماعيل هنية على غير ما انتهت إليه. فهنيئاً له ولأمثاله هذه الخاتمة.
وأثنّي القول إن اغتيال هنية هو امتداد لسلسلة من الاغتيالات التي اقترفها العدو. فغير الاغتيالات داخل الأرض المباركة فقد طالت يد كيان يهود محمود المبحوح في دبي، وفتحي الشقاقي في مالطا، وخليل الوزير في تونس...
وهكذا، لا يكفي كيان يهود افتراس وذبح وتدمير غزة، بل تراه يصول ويجول برجال مخابراته وبعملائه؛ يغتال من يشاء متى شاء!
تحدث الكثيرون في تفاصيل مشهد الاغتيال وما يترتب عليه، ولكنني أجد نفسي أكرر حقيقة؛ حريٌّ بالمسلمين أن يعوها حق الوعي، وأن يعضوا عليها بالنواجذ، ألا وهي أن أمة الإسلام مستباحة استباحة كاملة.
أرذل خلق الله يستطيلون على خير أمة أخرجت للناس، والسبب أن أمة المليارين لا يوجد لها شخص واحد يمثلها ويحكمها بنظام الإسلام، فتكون أمة موحدة سياسياً إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالنصرة.
كلا! ليس هذا مثاليات و"دروشة"، بل هي الحقيقة التي علينا أن لا ننساها في خضم التفاصيل والمآسي والتعقيدات. حقيقة بينها لنا رسولنا الكريم ﷺ بقوله: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ؛ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، جُنّة أي درع ووقاية.
ويا الله، كم نحن بحاجة لدرع تقينا من يد الأعداء، بل تكسرها وتهشم الرأس الذي يحركها.
أمة بلا خلافة كالجسد المسجّى؛ تعمل فيه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والكيان الغاصب... تقطيعاً وقتلاً واغتصاباً ونهباً.
هذه هي الحقيقة التي يصرخ بها الواقع، والتي مع الأسف لا يسمعها البعض أو لا يريد أن يسمعها!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / ولاية الكويت