- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاكم في الإسلام راعٍ للأمة خادمٌ لها، وليس متبرعاً من ماله أو مال أهله!
الخبر:
دشن العميد سايمون تاب ميان كن المدير التنفيذي لمحلية أبو جبيهة صباح اليوم من وحدة تجملا الإدارية الفوج الأول لترحيل الذرة من محلية أبو جبيهة إلى محلية أبو كرشولا المرحلة الأولى 10 جرارات تحمل 500 جوال ذرة وهي منحة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي من جملة الكمية المقررة لمحلية أبو كرشولا والبالغ قدرها 1335 جوال والتي تبرع بها عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي للمحليات الشرقية لولاية جنوب كردفان. حيث ثمن العميد معاش سايمون تاب ميان كن الأدوار الكبيرة التي قام بها عضو مجلس السيادة لتوفير الذرة إلى محليات الولاية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والشح الشديد في الغذاء بسبب الحرب التي فرضت على الشعب السوداني. (منصة الناطق الرسمي)
التعليق:
إن الحاكم في الإسلام مسؤوليته عظيمة وهي رعاية شؤون الأمة وتوفير سبل الراحة لها، وهو خادم للأمة لا يهدأ له بال حتى يطمئن على حال من يسوسهم، وليس هذا فضلاً أو منة منه بل هو واجب أوجبه الإسلام عليه، ويكون مقصرا إذا توانى في هذا الواجب، وكذا الواجب على الأمة أن تحاسبه إذا قصر في مسؤوليته. واليوم وقد غفلت الأمة عن حقوقها أصبح الحكام يمنون عليها وكأنهم يتصدقون عليها بحقوقها الأساسية.
نعم اختلط الأمر على الناس لبعد الشقة بينهم وبين الدولة الإسلامية؛ دولة الخلافة التي كان حكامها خادمين للأمة ويوفرون لها حاجاتها الأساسية لأنهم يعلمون علم اليقين بأنهم مسؤولون أمام الخالق عز وجل إذا قصروا.
والأمثلة والنماذج كثيرة عن سلف هذه الأمة؛ فها هو أعرابي عندما افتقر جاء إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله ومعه زوجه وبناته الست فقال: "يا عمر هؤلاء بناتي ست وأمهن، أطعمهن واكسهن وكن لهن من الزمان جُنَّة"، قال عمر: "وماذا إذا لم أفعل؟". قال الأعرابي: "سأذهبن" قال عمر: "وماذا إذا ذهبت؟" قال: "عن حالهن يوم القيامة لتسألن، الواقف بين يدي الله إما إلى نار وإما إلى جنة"، قال عمر: "لن تضيع هذه الأمة ما دام فيها أمثال هؤلاء".
بل وكان عمر بن الخطاب خليفة المسلمين يحمل الدقيق على كتفه لإطعام صبية وأمهم، وعندما يقول له خازن بيت مال المسلمين دعني احمل عنك يا أمير المؤمنين، فيرد عليه: "هل تحمل عني أوزاري يوم القيامة؟".
وها هم الحكام اليوم يمنّون على الأمة بفتات خبز ودقيق، رغم أنها حقوقها التي سلبها هؤلاء الحكام الظالمون، فوجب عليهم رعاية الأمة وتوفير الطعام لها وإلا فليرحلوا ولا أسف عليهم.
إن من أهم واجبات الحاكم في الإسلام توفير الحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن لكل فرد من أفراد الرعية، مسلمين وغير مسلمين، مع توفير الأمن والتطبيب والتعليم مجانا للجميع. وقد أوجب الإسلام على الحاكم توفيرها للرعية؛ فالجائع يجب أن تطعمه الدولة، والذي ليس له مسكن يجب على الدولة أن توفره له، فكلها مربوطة بالرعاية على سبيل الوجوب؛ توفرها لمن عجز عن سد حاجاته الأساسية، لذلك نجد الأعرابي وهو فقير قادم من البادية أمر خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه أن يسُدّ حاجاته وحاجة بناته وزوجته.
هكذا كانت الخلافة دولة للرعاية، وهكذا كان حكامها؛ لا يغمض لهم جفن إذا كان أحد الرعية جائعاً أو محتاجاً لأنهم جعلوا الإسلام أساسا لهم وخافوا يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان